قصائد للقصيبي أعجبَتْ محرِّر المجلّة العربيّة

قصائد للقصيبي أعجبَتْ محرِّر المجلّة العربيّة

بسم الله الرحمن الرحيم

في كتاب المجلّة العربيّة (العدد397 صفر1431هـ) اختيرت قصائد لغازي القصيبي رحمه الله (قبل وفاته بأشهر) ظنّها محرّروا المجلّة أولى قصائده بإعجابهم، وكان من خير ما فعلوا إظهار إعجابهم به قبل موته وهذه أهمّ ملحوظاتي على الكتاب:

1) في مقدّمة الأستاذ/ خالد المالك للكتاب (ص9) أّسِفَ لأنّ الوظيفة (في الجامعة ثمّ في وزارتين وسفارتين ثم في وزارتين) سرَقَت غازي من التّفرّغ للشعر، فَحَرَمَت الأمّة من شاعر مجيد.

وكنت آسى لأنّ الشعر سرق غازي من التفرّغ للعمل للدّين والدّنيا؛ فلم يتّبعه غير الغاوين الذين يهيمون معه في أودية الخيال، 

2) ولكنّ القصيبي رحمه الله كان عند حسن ظنّي به؛ ففي (ص28) وما بعدها من الكتاب نفسه ردٌّ على تمنّي خالد المالك ومحمد الأنصاري له التّفرّغ للشعر بأنّه: (يَرْفُضُ أن يختزل ويصنّف في كلمة شاعر)، (إنّ الشعر اليوم أعجز من أن يُشَكِّل أثراً في تطوّر المجتمعات)، قلت: وكذلك كان بالأمس وسيكون في الغد إلاّ ان يشاء الله، لأنّه غالباً كما ذمّه الله وبرّأ منه نبيّه صلى الله عليه وسلّم، وليس كما استثنى منه.

وقال غازي رحمه الله: (إننا ندرك شطط الذين يطالبون الشعراء بأن يكونوا قادة الفكر والرّأي)، قلت: فضلاً أن نظنّ بهم أن يكونوا أئمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

3) وأحْسَنَ المحرّرون باختيارهم من قصائده أوّلاً: (لك الحمد) وفيها:

لك الحمد، والأحلام ضاحكة الثغر**لــك الحـــمد، والأيّـام دامـية الظـــفر

لك الحمد، والأحباب في كلّ سامر**لك الحمد، والأحباب في وحشة القبر

وأشكر إذ تـعطي بمـــا أنــت أهله** وتـــأخذ مـــا تعطي فأرتــــاح للشّكر.

4) وأحسن المحرّرون بختام قصائده التي أعجبتهم بحديقة الغروب وفيها:

ويـــا بــــلاداً نــذرت العمرَ زهرتــه** لعزِّها، دمْتِ إني حان إيجاري

يا عـــالم الغيب، ذنبي أنــــت تعرفه** فأنـت تعلم إعلاني وإسـراري

وأنـــــــت أدرى بإيمــان مننْتَ بــــه**عليّ مــا خدشته كــلُّ أوزاري

أحببت لقياك، حُسْنُ الظّنّ يشفع لي**أيُـــرْتجى العفو إلا عند غفّار؟.

5) وليتهم أحسنوا فحجبوا قصيدته: للشهداء (ص131)، وفيها:

يـشهد الله أنـكم شهداء**يشـهد الأنبياء والأولياء

متّم كي تعزّ كلمة ربّي**في ربوع أعزّها الإسراء

فهي من أشنع شعره – تجاوز الله عنه -، ولذلك بادَرْتُ إلى الإنكار عليه برسالة خاصّة(1)، ونشرْتُ إنكاراً عليه في جريدة الحياة بعد يومين أو ثلاثة من نشرها فيها، عفا الله عنّي وعنه.

فالله تعالى يشهد، ورسوله صلى الله عليه وسلّم خير أوليائه يشهد أنّ من قتل نفسه بشء فهو يقتل به في نار جهنّم خالداً فيها.

ولم يدّع واحد أو واحدة من المنتحرين ولا منْ ساقوهم إلى الانتحار أنّهم يقاتلون لإعلاء كلمة الله تعالى، بل لتراب الوطن وحميّة الجاهليّة ولا يُعْرف في فلسطين من يلعن الرّبّ ويلعن الدّين غير المنتمين إلى الإسلام والسّنّة وأكثر أوثان المنطقة لهم، ولم يسمع منهم مرّة واحدة إنكار شيء من هذه الأوثان بل هم الذين يحمونها.

والله ورسوله ومَنْ دونه من أولياء الله يشهدون أنّ العلماء بشرع الله وحدهم أهلٌ للفتوى في كلّ أمر يتعلّق بدين الله وحلاله وحرامه، وأن الشعراء والكتّاب والصّحفيّين والمهنيّين – مثل الأعراب – أجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله، فلا يجوز لهم القول على الله وشرعه بغير علم.

تجاوز الله عنّا وعن غازي القصيبي الإداري الفذّ والشجاع الفذّ، ولعلّ الله أن يخلفه في أهله بصلاحهم ديناً ودنيا، والله الموفّق.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه. في مكة المباركة – 1435/10/14هـ