من الخطوات العظيمة للدولة السعودية

من الخطوات العظيمة للدولة السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم

{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا*قيّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسنا* ماكثين فيه أبدا}، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الذي أنزل عليه الذكر ليبيّن للنّاس ما نُزِّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون.

أمّا بعد: فإن قرار سموّ وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدّفاع والطّيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظهم الله ونصر بهم دينه: إقامة جائزة الأمير سلطان الدّوليّة في حفظ القرآن الكريم للعسكريّين من جميع دول المسلمين (السّادسة) من1432/4/7 إلى1432/4/15؛ خطوة من الخطوات العظيمة المتتالية للدّولة السّعوديّة منذ جدّد الله بها دينه والدعوة إليه بالعودة إلى ما كان عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم مُنْتصف القرن الثاني عشر، ثمّ في العقد الرابع من القرن الثالث عشر، ثم في العقد الخامس من القرن الرّابع عشر.

فكانت أول دولة بعد القرون الخيّرة يصطفيها الله لنشر توحيد الله بإفراده بالعبادة، وهَدْم أوثان المقامات والمزارات والأضرحة، وإزالة ما دُوْن ذلك من البدع في الدّين في مراحلها التجديديّة الثلاث، وأمَرَتْ بالمعروف ونهَتْ عن المنكر على المنهاج النّبويّ باللين والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ثم بالجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وحتى لا تكون فتنة ويكون الدّين كلّه لله (في جزيرة العرب بخاصّة وغيرها بعامّة)، دون عدوان ولا ظلم ولا غدْر.

وكان أهمّ ما قام عليه التّجديد السّعودي للدّين في القرون الثلاثة الأخيرة: الدّليل من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم أئمة الفقه في الدّين في القرون الثلاثة الأولى، وكان القرآن الكريم القاعدة الأولى والأعظم التي قام عليها كيان الدّولة السّعوديّة في مراحلها الثلاث: تلاوةً وتدبّراً وعملاً ودعوة ثم حفظاً.

واتّباعاً لقول الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} كان من أوّل ما اهتمّت الدّولة بطباعته في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله بعد وجود المطابع: تفسير ابن كثير رحمه الله وهو خير التّفاسير من حيث الوجازة والشمول والحرص على التقيّد بتفسير القرآن بالقرآن وما ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم في القرون الخيّرة، (وطبع في مصر).

وحرصاً على فهم غير العرب كتاب ربّهم طَبَعَت الدّولة السّعوديّة في عهد الملك عبد العزيز أشهر وأشمل ترجمة لمعاني القرآن فور انتهاء الحرب العالميّة الثانيّة (في نيويورك)

وفي عهد الملك سعود رحمه الله أنشئت مدارس تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد الدّينيّة للجمع بين تلاوة القرآن وتدبّره والعمل به وبين حفظه، وفي عام1428 بلغ عدد المدارس القرآنيّة (1865) مدرسة يدرس فيها كلّ عام (124.000) طالب وطالبة وتستمرّ الدّراسة فيها (12) سنة للمرحلة الابتدائيّة والمتوسّطة والثانوية بحيث يحفظ الطالب والطّالبة القرآن في تسع سنين ويتعاهده ويتدبّره ويعمل به في اثنتي عشرة سنة، وَفْقَ هدي الله تعالى: {لتقرأه على الناس على مكث ونزّلناه تنزيلاً}، ووَفْقَ سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وعَمَل صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم. وبلغ عدد المعاهد الدّينيّة (65) معهداً في الدّاخل والخارج.

وفي عهد الملك فهد رحمه الله تفضل الله علينا بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة القرآن وكتب السّنّة والتّفسير وترجمته، يُنْتِج ملايين النّسخ سنويّاً لسدّ حاجة المسلمين في الدّاخل والخارج.

ولنشر علوم القرآن والسّنّة فُتِحَتْ الجامعة الاسلاميّة بالمدينة بأمر من الملك سعود رحمه الله وأهداها 28 بيتا من قصره لإيواء صفوفها وإدارتها ونشاطها، وخُصِّصَ (85%) من مقاعدها لغير السّعوديّين من جميع أنحاء العالم.

ولعلوم القرآن والسّنّة أنشئت كلّيّة الشريعة بمكة لخرّيجي دار التّوحيد والمعهد العلمي السّعودي (الدّيني) نواة جامعة (أم القرى) بمكة المباركة، وكليتا الشريعة واللغة العربيّة نواة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرّياض في عهد الملك عبد العزيز ووليّ عهده الملك سعود رحمهما الله.

حفظ الله دولة تجديد دينه قدوة صالحة وأعزّها وأعزّ بها دينه.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه