شبراً بشبر وذراعاً بذراع

شبراً بشبر وذراعاً بذراع 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرّق عن سبيله}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ” فمن؟ “. متفق عليه.

أ – وصدق الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد تجاوز اتباع المسلمين على اختلاف طوائفهم اليهود والنصارى كلّ الحدود الشرعية والعقلية حتى دخل بيوت الله فاقتبس المسلمون لمساجدهم أبرز السمات المعمارية لمعابد الضلال: القبّة والأقواس وبرج المئذنة واستدارة المحراب ومصابيح الزينة.. والنقوش على النوافذ والابواب والجدران والسقوف.. والرمز لشريعة الاسلام بالهلال تقليداً لرمز اليهود والنصارى لشرائعهم بالرموز المبتدعة.. وبلغ من التزام المسلمين بهذا التقليد أن ادّعوه أصلاً من أصولهم فأطلقوا عليه وصف: العمارة الاسلامية.. وربما أظهر بعضهم محبته للإسلام بالتزام هذا التقليد في بناء بيته مخدوعاً بعبارات: العمارة الاسلاميّة والفنّ الاسلامي.

ب – والاسلام هو ما أوحى الله تعالى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بلا نقص وبلا أيّ زيادة مبتدعة، وهو أعظم من أن ينزل إلى مستوى الفن والتشييد والزخرفة الدنيوية قال الله تعالى: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون*ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون*وزخرفا وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة عند ربك للمتقين}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ” الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر“، وقال الله تعالى: {وما متاع الحياة الدّنيا في الآخرة إلاّ قليل}.

ج – وليت اتّباع المنتمين للإسلام أعداءهم بقي في حدود شكل البناء وزخرفته، ولكنّهم تجاوزوه إلى اتّباع أعداء الدّين في أصل الإسلام وأساسه: الاعتقاد:

1) منذ ألف سنة سوّل الشيطان والنّفوس الأمّارة بالسّوء لبعض ولاة المسلمين من العبّاسيّين والبويهيّين والفاطميّين والعثمانيّين والقوميّين بابتداع أو حماية ابتداع بعض المنتمين للإسلام أعظم أمر عُصِيَ به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ابتداءً بالبناء على ما يُدَّعَى أنها قبور الأنبياء أو الصّالحين، ثمّ بناء المساجد عليها، ثمّ طلب المدد من أصحابها والاستغاثة والاستعانة والطّواف بهم والذبح والنّذر لهم، وهم لا يملكون ضرّا ولا نفعاً ولا حياة ولا نشورا.

2) واليوم يقوم الدّعاة إلى الله وتحكيم شرعه (الإخوان المسلمون بخاصّة) بحماية هذه الوثنية في تركيا وتونس وغزّة، ومصر قبل عامين وحماية كبائر الإثم والفواحش في كلّ بلد حكموه باسم الاسلام المفترى عليه، هداهم الله وكفى الاسلام والمسلمين شرّهم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه، تعاوناً على البرّ والتّقوى