انحراف المتأخرين إلى الاستدلال بالفكر الغربي لتفسير الكتاب والسّنّة

انحراف المتأخرين إلى الاستدلال بالفكر الغربي لتفسير الكتاب والسّنّة 

بسم الله الرحمن الرحيم

1) نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم عمر رضي الله عنه عن الرّجوع إلى التوراة (ولو بقصد صالح) لما رأى في يده صحيفة منها أعجبه ما رآه فيها من موافقة للقرآن.

2) ولم يكن من هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم أجمعين وتابعيه في القرون المفضّلة الاستدلال بالظّن على اليقين كما حدث بعد القرون الخيِّرة من انحراف بعض مفكّري المسلمين إلى الاستدلال بالفكر اليوناني (المستمدّ من الصوفيّة الهندوسيّة) لإثبات الالهيات، ثمّ انحراف المتأخرين إلى الاستدلال بالفكر الغربي لتفسير الكتاب والسّنّة.

3) وإعجاز القرآن (من الجانب اللغوي) يؤخذ من صحيح اللغة ولا يؤخذ من أيّ فكر كما حدث في العصور المتأخّرة فلا يمكن أن يتم ذلك إلا بتعريض كلام الخالق إلى ظنّ المخلوق.

4) نزل القرآن قبل كلّ شيء وفوق كلّ شيء للتدبّر، لا للتّلاعب بالألفاظ فهو خرق واسع للتلاعب بالدّين عامّة، كما حدث عندما أدخل رشاد خليفة على المسلمين السّنّة عقيدة البهائيين في الرّقم 19 بمهزلة: قسمة كلّ سور القرآن على الرقم 19 ومضاعفاته.. ثم ادّعى تحديد وقت قيام السّاعة بالكومبيوتر.. وهكذا لا حدّ يقف عنده الضّلال.

5) وما سمي بالإعجاز العلمي في القرآن بدعة جديدة من القول على الله بغير علم، فلم يكن هذا من شرع الله في شيء ولن يكون، وهو في حقيقته ادّعاء لإعجاز الفكر الغربي بظنّ موافقته للقرآن؛ فالحكم لليقين على الظّنّ وليس العكس، ومن الخطر العظيم على القرآن ومستقبل الإسلام والمسلمين ربطه بالفنون الطّبيعيّة الظّنّية، فإذا ظهر خطأ شيء منها لحق الحكم بالخطأ: القرآن، وما قناعاتنا الحاضرة بالنّظريّات الغربية في الكون إلاّ محدودة بحدود إدراكنا المستعار (وفي حال المسلمين فنصيبهم التّلقي وليس الاكتشاف ولا تمحيص النّظريّات وتحقيقها).

6) جميع من ولغ في بدعة الإعجاز العلمي للقرآن لم تكن لهم الإحاطة الكافية بعلوم الشّريعة مما يسمح لهم بالقول على الله ولا الاحاطة الكافية بالفنون الكونية مما يسمح لهم بتمحيصها ونقدها.

وأوّلهم طنطاوي جوهري 1287 – 1358 من الهجرة وكتابه: (الجواهر في تفسير القرآن الكريم) 26 مجلّدا مملوء بالحكايات والأساطير والخرافات مما لا يقبله المسلم العادي من القول على الله بغير علم (بل بتخريف) فضلا عن العالم بشرع الله.

وآخرهم مصطفى محمود كان ملحداً سنين طويلة من حياته الأدبية ثم تحول إلى الدّين المعتمد على الفكر لا الوحي، وفي رسالته القصيرة: محاولة عصريّة لتفسير للقرآن مخالفة لنصوص الوحي وفقه الأئمّة الأعلام (في القرون المفضّلة) في هذه النّصوص.

7) الانصراف إلى الشكل: تزيين القرآن بالنّقوش والألحان ولهو الحديث الفكري إبعاد للمسلم عن تدبّر كتاب ربه.

8) انصراف المفكّرين المحدثين إلى فكر أعداء الله وأعداء الاسلام العلمانيّين.

لا يمكن أن يورث خيراً مما أورثه انصراف أوائل المفكّرين المسلمين إلى فكر أعداء الله وأعداء المسلمين الوثنيّين فضلّوا عن سواء الصراط أمثال ابن سينا وابن عربي وعلماء الفلسفة والتّصوّف عامّة ودراويشهم.. اللهم اهدنا والجميع إلى صراطك المستقيم وسنّة رسولك وخلفائه وأصحابه وتابعيهم حتى نلقاك راضياً عنّا غير مغيّرين ولا مبدّلين ولا محرّفين ولا مخرّفين.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن