ملاحظات على مقال كتبته مجلة البيان: [الخطة السرية للآيات في ضوء الواقع الجديد]
ملاحظات على مقال كتبته مجلة البيان:
[الخطة السرية للآيات في ضوء الواقع الجديد]
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما كتبته مجلة البيان الصادرة في الرّياض من المنتدى الاسلامي بلندن بعنوان: (الخطة السّرّيّة للآيات في ضوء الواقع الجديد).
وقد تكون صحيحة أو مفتعلة، وقد تكون رسمية أو شخصية، وعادة المجلاّت ومنها ما يسمى بالإسلامية عدم التّثبّت فيما يُنشر، مخالفة لهدي الله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا}.
ولكن لا جديد:
1) الكلام حول اضطهاد أهل السّنّة في إيران قديم في العهود العلمانيّة (أي الدّنيويّة) وفي عهد الخميني وما بعده، وفي الغالب سيستمرّ ذلك بوجود الأقلّية المحكومة مع الأغلبيّة الحاكمة في أي زمان ومكان.
2) المبالغة في الشكوى من الصفات الغالبة في الأقليات وبخاصّة بين العرب الذين تطغى عليهم عقدة الظّلم والمؤامرة والإنشغال بها عن أخطاءهم.
3) لا شكّ أنّ إيران منذ ثورة الخميني اتجهت إلى نصر المذهب الامامي والاماميّين في إيران، والثورة خارج حدودها، وبخاصّة في البلاد التي يوجد فيها أقليات شيعيّة (مستضعفة ومظلومة، نفس الشكوى).
4) ولا شك أن محاولة تصدير الثورة أو المذهب الشيعي إلى العالم وبخاصة الدول المجاورة (عربيّة أو أعجميّة) مستمرّة وإن تغيّر أسلوبها في عهد رفسنجاني وخاتمي.
5) وخطر التّشيّع موجود منذ القرن الأول الهجري يوم بدأ التّشيّع ولن توقفه التّقارير الصّاخبة الظّنّية.
6) وهذه التقارير في الكتب والمجلات الموصوفة بالإسلاميّة تغفل عن أمور مهمّة وفهمها ضروري لمواجهة هذا الخطر:
أ- يندر وجود دولة (منذ الصّليبيّين) في بلاد الكفر، ومنذ دولة الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة في الدّرعيّة من بلاد الاسلام، تبني أسسها وتجعل أكبر همّها نصر دينها، أكثر من الدّولة الخمينيّة المشؤومة؛ فإدارتها في الدّاخل وجيشها وسفاراتها ومكاتبها الثقافية في الخارج مسخّرة لنصر الشيعة ونشر التّشيّع، وعلماؤها في الصفّ الأول من القيادة الدّينيّة والدّنيويّة، وسفراؤها ومديرو مكاتبها وممثلوها في الخارج من علماء الضلال الموصوف زوراً بالتّشيّع مع النّهي الصّريح عنه في كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: {إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: ” فاعتزل تلك الفرق كلّها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك“ رواه مسلم.
فالتشيّع لغير ما كان عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه خروج عن سبيل المؤمنين.
وأموال الدّولة (الخارجة عن السّنّة) تنفق بلا حدود على نشر التّشيّع خارج إيران (فضلاً عن داخله)، وبخاصّة على الأحزاب والجماعات والأقلّيات المسلمة شيعيّة أو سنّية وبخاصّة المنشقّ منها على حكّامها مثل الجهاد والإخوان، والمستقل حديثاً مثل المناطق التي كانت تابعة للاتحاد السّوفيتي، وبين الشباب في بلاد الكفر والأعراب في بلاد الإسلام.
ب- وعند أفراد الشيعة وجماعاتها الدّينيّة وأحزابها في الدّاخل والخارج ما لم يتّصف به أفراد المنتمين إلى السّنّة وجماعاتهم وأحزابهم من التّضحية والبذل والجهاد بالنّفس والوقت والجهد.
ج- أكبر مخالفات الشيعة لدين الله ليست محصورة فيهم، بل توجد في أكثر بلاد المنتمين للسّنّة (ومن ضمنها إيران والعراق وسوريا ومصر والسودان وفلسطين وبلاد العجم: عبادة أوثان القبور، وتعظيم البشر (وبخاصّة من العلماء والعبّاد) أحياء وأمواتاً.
فليست المتعة، ولا التّربة، ولا التّقيّة (على ما فيها من مخالفة) هي مجتمعة أو متفرّقة أكبر معصية خرج بها الشّيعة عن منهاج السّنّة، بل الشرك الأكبر وأقدم مظاهره وأكثرها انتشاراً بالأمس واليوم وإلى قيام السّاعة: أوثان الأضرحة والمزارات والمشاهد والمقامات التي ظهرت في قوم نوح وأٌرسل هو ومن بعده من الرّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لمحاربتها أوّلاً وقبل كلّ شيء، ومصداقاً لما أخبر به النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: ” لتتبعنّ سنن من قبلكم“ لا يخلوا بلد من بلاد المسلمين (خارج دولة الدّعوة على بصيرة وبعض دول الخليج) من هذه الأوثان، والجمهوريات الإسلاميّة التي قامت بدعوى نصر الدّين: إيران والسودان واليمن (وحكومة صدّام الدّين الذي نصّبه الإسلاميّون خليفة لصلاح الدّين) كلّها تبني الأوثان أو ترمّمها أو تطوّرها أو تحميها، ولم يرفع الإخوان ولا الجهاد ولا التّحرير صوتهم إلاّ ضدّ حكّام المسلمين الذين أمرهم الله بطاعتهم، وكأن مصر وفلسطين وبلاد المغرب وبلاد السّودان وبلاد العجم لا تعمّها أوثان الجاهليّة الأولى.
7) محاربة التشيّع سواء لآل البيت أو لحسن البنّا او للنبهاني أو إلياس أو سرور أو سيد قطب أو غيرهم تجاوز الله عنهم لا تكون إلاّ بأداء حقّ الله في الدّعوة إلى شرعه، وحقّ رسوله في اتّباع منهاجه وحده بين البشر، وأن يتحوّل إعلامنا وإداراتنا وسفاراتنا إلى أن تكون أولاً وقبل كلّ شيء: داعية إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال الحسن.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن