{وَإِنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُم}
{وَإِنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُم}
بسم الله الرحمن الرحيم
1) يتخوّف دهاقنة السّياسة الرّخيصة من العرب أن تختار أمريكا إيران لتكون الحليف الثاني لها في منطقة الشّرق الأوسط بعد إسرائيل.
2) ومع جهلي بهذه السّياسة الدّنيويّة وإعراضي عن التّعرّف عليها ومقاطعتي مصادرها (الجريدة والمجلّة والفضائية) منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة، فلا أشكّ أنّ أقصى ما يمكن أن تصل إليه العلاقة بين دولة الآيات والأرواح وبين أمريكا:
(حلف الصّداقة اللّدودة) درءاً للخطر الإيراني على نفط الخليج، وضبطاً للدّعم الإيراني لسوريا ولحزب الله في لبنان وللأقلّية أو الأكثريّة الشيعيّة في العراق والخليج واليمن.
3) والحلف الخليجي الأمريكي مرّ بأزمات كثيرة منذ بدايته قبل ثمانين سنة إلى يومنا هذا أثبت متانته وثباته واستمراره. ولن تُعَوِّضَ إيران نفط الخليج، ولا قاعدة العديد في قطر حين وفّق الله دولة قطر للتّعاون مع أمريكا لحماية نعمة الله بالنّفط من عبث العابثين (إيرانيّين أو عرب أو غيرهم)، بعد أن أنهت السّعوديّة قبل نصف قرن ترخيصها للطّيران العسكري الأمريكي باستعمال مطار الظّهران لقطع الطريق على دجل (صوت العرب)، وبعد رحيل القوات الدّوليّة التي أعان الله بها على صدّ عدوان (حزب البعث العراقي) ومؤيّديه من الإسلاميّين والعلمانيّين.
4) ولكنّ الآية التي عَنْوَنْتُ بجزء منها هذا المقال هي اليقين والحقيقة وهي السّياسة الشرعيّة الدّينيّة التي يجب على المسلم تدبّرها والعمل بها (لا مجرّد حفظها وتجويدها).
و سئل الرّسول صلى الله عليه وسلّم : مَنْ هم ؟ فوضع يده على فَخِذِ أو كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال : ” هذا وأصحابه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثّريّا لتناوله رجال من فارس“ وروى البخاري ومسلم آخره: ” لو كان الإيمان [أو الدّين]…“ الخ؛ فلعل الله أن يردّهم إلى دينه الحقّ.
ولعلّ بداية تحقّق هذا الأمر ما كتبه المجدِّد د.موسى الموسوي ضمن دعوة (المجلس العالمي لتصحيح التّشيّع) في أمريكا، بعنوان: (تصحيح التّشيّع) وهذَّبْتُه بما يوجد نسخة منه على موقع باسم/ سعد الحصيّن على الأنترنيت.
5) ومع أن دولة الآيات والأرواح قامت على أساس غير شرعي: (الخروج على من ولاّه الله أمرهم)، وأنّها لم تؤيّد بل حاربت دعوات التّجديد الصّحيح، وأنّها لا تزال ثابتة على موافقة أكثر المنتمين إلى السّنّة في عبادة أوثان المقامات والمزارات والمشاهد ومخالفة أكثرهم بما دون ذلك من سبّ خلفاء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإباحة زواج المتعة، وخرافة الغيبة والرّجعة والنّياحة على الحسين رضي الله عنه وأرضاه؛ فإنّها تُظْهِر ما عدى ذلك من مظاهر الإسلام أكثر من جلّ دول المسلمين المعاصرة.
فرئيس الدّولة وأهل الحلّ والعقد والسّفراء من علماء الشيعة، والسّفارات في الخارج تخدم دين الدّولة أكثر من أيّ سفارة للمسلمين أو الكافرين، ولذلك تُفْتَح لكلّ زائر بشرط واحد: إلتزام النّساء بالحجاب.
6) ومع أنّي لم أثق في ولاية الخميني وكنت أدعو الله أن يخذله يوم حاول مدّ ثورته الخارجيّة إلى الخليج، فقد فرحت بقَدَر الله يوم أَمَرَ الرّيح فصدّت الجيش الأمريكي والاستخبارت الأمريكيّة عن فرض قوّتها على إيران لتحرير مواطنيها المأسورين بغير الحقّ.
ومع أنّي لم أثق في ولاية أحمدي نجاد ودعوت الله أن يعجّل بزواله، فلقد أعْجِبْت بما جمع بينه وبين الخميني من بُعْدٍ عن التّكلّف الدّيني والدّنيوي مما لا أعرف له مثيلا.
7) وأختم بِمَثَلٍ واحدٍ أقلّ درجة في الأوّليّات الشّرعيّة: سنّت الدّولة الإيرانيّة سنّةً حدّدت بها سنّ الزّواج بتسع سنوات (على الأقلّ) مخالفةً الدّول العلمانيّة جميعاً ومَنْ رَكِبَتْه ثقافتها من أكثر المنتمين إلى الإسلام والسّنّة، قارن هذا بما كتبه د. حمود أبو طالب في جريدة سعوديّة من أن زواج الكبير بالصّغيرة: اغتيال للطّفولة وجرٌّ لها إلى حبل المشنقة، ولم يُنْكر افتراءه إلاّ النّادر، فان جهل ما عَرَفَتْه وعملَتْ به الدّولة الشّيعيّة فتلك مصيبة وإن عرف وخالف فالمصيبة أعظم، والله الموفّق.
كتبه/ سعد بن عبد الرّحمن الحصيّن 22/12/1434هـ بمكّة المباركة