مقدمة مجموع المقالات [3]
مقدمة مجموع المقالات [3]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضلّ لـه ومن يضلل فلا هاديَ له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة. (من صحيح مسلم).
وهذه هي المجموعة الثالثة من المقالات في الدعوة إلى الله على منهاج النبوة؛ لم يُرِدْ بها كاتبها ولا جامعها (ومُعدّها للطباعة) ـ فيما يعلم ويقدر كلّ منهما ـ إلاّ أن تكون مقيّدة بشرع الله وهدي رسوله في الفرائض والنوافل، وفي المحرمات والمكروهات، وفي المباحات، فإن أصابا فمن توفيق الله لهما وإن أخطآ فمن نفسيهما، سائلين الله العفو والمغفرة.
وقد رأى بعض الإخوة ممن صبر واحتسب الأجر من الله بالنظر في المجموعة الأولى والثانية أن تكون المجموعات السابقة واللاحقة بعنوان واحد وفقاً لوحدة مضمونها ومصدرها وغايتها؛ ولهذا الرأي وجهٌ صالحٌ، ولكن تغيّر العنوان مع كل مجموعة بُني على ما يلي:
1) العنوان مهمّ جداً في رأي ناشر المقالات؛ لأنه لا تكاد تخطئه عين القارئ إذا لم تغطّه الألوان والزخارف، فهو أوّل وأهمّ وأبرز ما يُقْرأ، وقد يكون دافعاً لقراءة ما بعده أو مانعاً عنها؛ فالأَوْلى أن يكون دليلاً صادقاً لما يحتويه الكتاب حتى لا يُحرم قُرّاء العناوين من النصيحة الشرعية، وربما تغيّرت كلمات العنوان لكل مجموعة ولو كانت الغاية واحدة.
2) ولا يليق بالكاتب أو الناشر أن يجعل صياغة العنوان مجرد تقليد للشكل، أو باباً لاستعراض الموهبة في جمع المحسِّنات اللفظيّة (السَّجْع بخاصة) كما عوّدنا كثيرٌ من الكُتّاب في عصور التخلّف، ولم يكن ذلك من منهاج السلف القدوة.
3) وقد تجنّب القائمون على نشر هذه المجموعات بدع التقليد والسجع والتكلّف، وحاولوا أن يكون العنوان (والمقال عامة) ناطقاً بالمعنى الشرعي الذي رغبوا في تذكير أنفسهم وتذكير القارئ الكريم به استجابة لأمر الله تعالى.
4) وعلى هذا كان عنوان المجموعة الأولى: (الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم) تذكيراً للأمة بأن الحكم بما أنزل الله معنيٌّ به المكلّفون جميعاً لا الحكّام وحدهم كما تعوّد دعاة الحزبية والحركية والفكر أن يؤكدوه بلسان حالهم أو مقالهم.
5) وكان عنوان المجموعة الثانية: (إنما اليقين في الوحي والفقه لا الفكر الإسلامي) تصحيحاً للخطأ الحركي والحزبي والفكري الذي رجّح كفة الفكر الموصوف ـ زوراً ـ بالإسلامي على الوحي والفقه فيه ـ جهلاً بشرع الله ـ.
6) وكان عنوان هذه المجموعة الثالثة: (الدعوة والدعاء من شرع الله لجميع عباده) تصحيحاً للخطأ الحركي والحزبي والفكري الذي خصّ (بالدعوة والدعاء) شباب المسلمين ونساء المسلمين والأقليات المسلمة مخالفة لشرع الله، وإن كان مقترفو هذا الخطأ يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، تجاوز الله عنهم.
ونرجو الله لكاتب هذه المقالات، والعاملين على نشرها، وقارئيها أن يهديهم الله لأقرب من هذا رشدا، وألاّ يَكِلَهم إلى أنفسهم وجهدهم، ولا إلى غيره؛ فرحمته تعالى وفضله وكرمه وإحسانه أوسع لهم.