أوّليّة الاعتقاد في الدّين والدّعوة

أوّليّة الاعتقاد في الدّين والدّعوة

بسم الله الرحمن الرحيم

استمرارًا لمحاولاتي المتكررة نصيحة الأمين العام للندوة العالمية للشباب بالسعي لإخراجها من براثن الحزبية والحركية التي أُسِّست عليها من أول يوم؛ كتبتُ له هذا الخطاب ردًّا على خطابه، مع ظنّي أنّه خير أُمَنَائِها:
1 ـ لقد ظهر لي من أقوالكم الحدّ المحزن الذي بلغه بعض أبناء جزيرة العرب وبعض مؤسّسات الدعوة التي تقوم وتموّل في بلاد التوحيد والسّنّة من جهل بدعوة التوحيد وانحراف عن منهجها النبوي وتأثّر بمناهج الحركات الحزبية المبتدعة التي ترفع شعار الإسلام وتغزو جزيرة العرب ـ فيما ظهر لي منهاـ تطلب ما منَّ الله به عليها من الدنيا وترفض ما منّ الله به عليها من الدين والدعوة على منهج سيد المرسلين.
2 ـ والواجب محاربة هذه الفِرق كلها وإخراجها من كل بلد مسلم، وبخاصة من جزيرة العرب كما يقول الشيخ د.بكر أبو زيد زاده الله توفيقًا في كتابه (خصائص جزيرة العرب): (والجماعات إن استشرى تعدّدها في الجزيرة فهو خطر داهم يهدّد واقعها ويهدم مستقبلها، ويجعلها مجمع صراع فكري وعقدي وسلوكي) ص86، ويقول: (فواجب والله تنظيف هذه الجزيرة من تلكم المناهج الفكرية المبتدعة والأهواء الضّالّة وأن تبقى عنوان نصرة للكتاب والسّنّة والسّير على هدي سلف الأمّة حَرْبًا للبدع والأهواء المضلّة) ص88، وفي كتابه الفريد: (حكم الانتماء للجماعات والأحزاب الإسلاميّة) حُكْمٌ صريح بتحريم تعدّد الجماعات والأحزاب الدّينيّة وأنَّها الفِرَق المخالفة لمنهاج النّبوّة.
3 ـ اعترفتم بأن الندوة منذ نشأتها  (لم تعقد مؤتمرًا واحدًا لتصحيح العقيدة والعبادة)، واعترفتم بأن الندوة منذ نشأتها(لم ترفع راية الإعلان عن التوحيد ومحاربة البدع)، وإدراك الخطأ والاعتراف به أوّل مراحل الإصلاح لو أنكم رأيتم الباطل باطلاً، ولكنَّكم للأسف رأيتم الباطل حقًّا هدانا الله وإياكم،وهذا ما جناه الفكر ـ الموصوف زورًا بالإسلامي ـ على من استبدله بشريعة الله فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وأضلّه السّراب (مناهج البشر المبتدعة) عن الماء الزلال (مناهج النبوة)، وهذا ما جناه انتقال زمام الدّعوة إلى الله من علماء الشّرع إلى المثقّفين والمفكّرين والقُصَّاص من الواعظين والكتاب والحركيين الموصوفين بالإسلاميين.
4 ـ قرّرتم أن: (من طبيعة عمل الدعوة ألاَّ تُرَكّز على بعض الموضوعات [الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك] بذكرها بأسمائها، وهذا القرار مخالف (لطبيعة عمل الدعوة) في منهج جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم؛ فقد (ركّز كلّ الرسل) على هذه الموضوعات دون استثناء {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]، وذكروا هذه الموضوعات بأسمائها: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17]، وفَهِمَ من أُرْسِلوا إليهم ذلك فقالوا: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا} [هود: 62]  وقالوا: {أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} [ص: 5] وعَدُّوا ذلك سبًّا لآلهتهم وتسفيهًا لأحلامهم وتفريقًا لجماعتهم.
5ـ قرّرتم أنّ (أفضل تأثير يأتي بشكل غير مباشر) وحَسِبْتُم (أن الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك بطريق غير مباشر قد يكون أنفع في هذا الوقت)، أستغفر الله لي ولكم ولكلّ مسلم موحِّد، أخشى أن يبلغ مثل هذا الكلام درجة الاستدراك على الله ورسوله والمشاقة لله ولرسوله، فإنّ أصغر طلاب العلم الشرعي يعرف من نصوص الكتاب المحكمة والسنة الصريحة الصحيحة أن الدعوة إلى التوحيد كانت دائمًا مباشرة وصريحة ومقدّمة على غيرها، وأن شرع الله فيها أقرب إلى التحديد والحزم وفي بقية أمور الدين أقرب إلى السعة والتيسير، وإن فَهِمَ أكثر المسلمين اليوم وعملوا خلاف ذلك.
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي: ” يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة، وقال صلى الله عليه وسلم:” حق الله على العباد ألاّ يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألا يعذِّب من لا يشرك به شيئًا [متفق عليه]. وبيَّن الله له الطّريق الصّحيح للدعوة: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94].
6 ـ وبأمر الله (ركّز) النبي صلى الله عليه وسلم على الأمر بالتوحيد والسنة والنهي عن الشرك والبدعة وبدأ به كما فعل كل نبيّ قبله بأمر الله، واستمر على ذلك عشرة أعوام قبل أن تُفْرَض الصلاة، ثمّ ما بعدها من الفرائض، ولم يضعف التركيز عليه بعد ذلك فلقد كان ذلك موضوع آخر خُطَبِه وآخر كلماته قبل الموت بين خيرة المؤمنين من أهل بيته وصحابته رضي الله عنهم، وكانت كلّ خُطَبِه يوم الجمعة موجهة لبيان أحكام الاعتقاد وشرائع الدين مما لا يكاد يَدْخل في دائرة اهتمام الندوة.
ولا شك عند كل ذي بصيرة في دين الله والدعوة إليه أن أهم مشكلة تواجه المسلمين في هذا الوقت ـ ككلّ وقت ـ : فساد المعتقد والابتداع في الدين؛ فلا يوجد بلد مسلم خارج هذه البلاد والدولة المباركة إلا وفيه مساجد بنيت على القبور، وطُرُقٌ صوفية ضالّة، وعباداتٌ لم يأذن بها الله، وغير بعيد من مراكز الندوة في الخارج يتعبّد كثير من المسلمين بالشرك الأكبر: الذّبح للقبر أو للمقبور ودعاؤه، والطواف بالقبر والحلف به أو عنده، والتنافس على أوثان المزارات والمشاهد والمقامات بين المسلمين والنصارى واليهود وغيرهم، وليس الأمر مقصورًا على العوام؛ فقبل عشر سنوات وقف أحد مشايخي([1]) في كلّيّة الشريعة بمكة المباركة (وهو من أشهر الدعاة المنتسبين إلى السنة) يستقبل رئيس طائفة الإسماعيلية البُهَرة ويحتفل معه بكسوة قبر الحسين بالذهب والفضة، وقبله بقليل أكّد شيخ الأزهر (الحاصل على الدكتوراه من الأزهر ومن السربون) أنه لم يجرؤ على التأليف عن (البدوي) إلا بعد أن استأذنه فأَذِنَ له، وهذه مكاتب الدجالين والعرَّافين والمشعوذين والسحرة تعجّ بمرضى المسلمين من كلّ بلد مسلم بلا نكير.
7 ـ قرّرتم أن: (المقصود من الدعوة النتيجة) وبنيتم على هذه المقدمة الخاطئة نتيجة خاطئة فقلتم: (وإذا كان رفع  الشعار [الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك] قد ينفّر بعض الناس فلا  ضرورة لرفعه).
أستغفر الله لي ولكم ولكل مسلم موحِّد، لا شكّ أنّ (رفع شعار التوحيد) في كلّ رسالة بعثها الله نفّر أكثر الناس، والله يعلم ذلك قبل أن يَحْدُث، ولم تختلف سنة الله في بعثة رسله؛ فكان الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك هو (الركيزة) وهو نقطة البداية وهو الأهمّ في كلّ حال وكلّ زمان وكلّ مكان منذ أن يُبْعَث الرّسول حتى يموت.
ولبث نوح عليه السلام {أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ} [العنكبوت: 14]،  {وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: 40]، ” ويأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان، ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد، والداعي إلى الله ليس مسئولاً عن (النتيجة) فأَمْرُها بيد الله وحده، إنما يُسْأل عن النية وعن المحاولة على منهج النَبوّة المعصوم من الخطأ، الموحى به من الله، لا على منهج غيره من البشر الخطَّائين.
ولو كنا مسئولين عن النتيجة فمن الذي أَطْلع الندوة على الغيب وضَمِنَ نتيجة أفضل للمناهج المبتدعة؟ التجربة تثبت فشل هذه المناهج  المبتدعة جميعًا؛ ففي حيّ نظام الدّين في دلهي الذي يقع فيه مركز (جماعة التبليغ) الأوّل والأهمّ لم تتأثر أوثانه منذ ستّين سنة بدعوتهم بل زحفت القبور إلى مسجدهم، وهذه أوثان المقامات في مصر لم تتأثر (بجماعة الإخوان المسلمين) منذ ستين سنة أيضًا، بل قام بعض قادتهم([2]) يمجّدون خرافات الصّوفية ويعظّمون المقامات والمبتدعات، ولم تتأثر (بحزب الجهاد) في أي بلد، وأوثان فلسطين لم تتأثر بحركة (حزب التحرير) منذ أكثر من بضع وثلاثين سنة.
8 ـ قرّرتم أن: (الدعوة الصريحة للعقيدة الصحيحة والتوحيد قد ارتبطت بمناهج فيها كثير من عدم الحكمة وتنفير الناس).
هذه هي التّهمة التي يقذفها كلّ صوفي وكلّ خرافي وكلّ قبوري وكلّ حزبي منحرف عن منهج النبوة في الدين والدعوة لإسكات صوت الدعوة إلى التوحيد والسُّنَّة على منهاج النبوة.
ولو تبصّر الأخ في الدين وفي وطن الدعوة إليه وتخلّص من تأثير الحركات الحزبية المبتدعة لأدرك أن: (الدعوة الصريحة للعقيدة الصحيحة والتوحيد) هي الحكمة سواء قَبِلها البشر أو نفروا عنها، وما الحكمة إلا السّنّة قال الله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113] ، ولو بحث أخي لم يجد دليلاً على ما يقول إلا الفكر المنحرف لمفكّر جاهل بشرع الله، ولَوَجَد أن جميع الرّسل صلوات الله وسلامه عليهم وجميع الدعاة المقتدين بهمـ ومن خيرهم الدّعاة المجدِّدون في بلاد ودولة التوحيد والسنة في جزيرة العرب ـ ثبتوا على (الدعوة الصريحة للعقيدة الصحيحة والتوحيد) وقوبلوا بالرّدّ والنّفور من قِبَل أهل الضّلال ثم نصرهم الله وخذل غيرهم من دعاة المناهج الحزبية المبتدعة جميعًا.
9 ـ كان السلف ـ ولا يزال متبعوهم ـ على استعداد للتّخلّي عن اسم أيٍّ من البشر غير محمّد ز، ولا يجوز لي ولا لك ولا لأيِّ مسلم الانتماء في الدّين لبشر ولا لمنهج عدا انتمائنا والتزامنا بمنهجه، لأنه جاءه الوحي من عند الله وأنّ الله أمرنا بالإقتداء به: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
10 ـ إذا كان المنحرفون عن المنهج الشرعي الوحيد والدائم للدعوة صادقين في استنكارهم (ارتباط الدعوة الصريحة للعقيدة الصحيحة والسّنّة بمناهج فيها كثير من عدم الحكمة وتنفير النّاس) كما ذكرتم؛ فلماذا لا يخلطون مناهجهم المبتدعة (بدعوة صريحة للعقيدة الصحيحة والسّنّة) تلتزم الحكمة وتتجنب تنفير الناس، ولكن الشيطان أعاذنا الله منه يقدّم تهمة (عدم الحكمة وتنفير الناس) تسويغًا لفظيًا لترك الدعوة إلى (العقيدة الصحيحة) لأنه يعرف أكثر من بعض أتباعه أنه لا تُقبل طاعة ولا يَنْفع ترك معصية مع فساد الاعتقاد وترك السنة،وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65-66].
11 ـ وقوع الندوة بين براثن (حزب الإخوان المسلمين) حقيقة واقعة ومعروفة، ووجود بعض أعضائها (من سوريين ومصريين وباكستانيين وهنود) لم يكن مصادفة كما تظنّون ولكنّهم زرعوا في معظم المؤسسات الدينيَّة والدنيويّة الحكوميَّة وغير الحكوميّة في البلاد المباركة وغيرها لِـجَـرِّ المنفعة القيادية والمالية والإدارية لصالح الحزب بطريقة سلميّة خفيّة بعد أن فشلت المحاولات العنيفة العلنيّة. واتفاقكم معي على وجود هؤلاء العاملين الحزبيّين في الندوة كافٍ للإنذار بالخطر على مستقبل الدعوة في الجزيرة بخاصة والمراكز الدينية والقيادية فيها بعامة، وأخطر من ذلك أن قيادة الندوة لم تَخْرُج مرة واحدة من أيدي الحزبية، ولو استعرض أخي أسماء من تولّوا أمانتها العامة ونيابتها ورئاسة أقسامها وفروعها لم يجد بينهم من يَسْلَم من الانتماء إلى (حزب الإخوان المسلمين) الذي اغتصب الوصاية غير الشرعية على الندوة من أوّل يوم.
12 ـ قرّرتم أنَّ : (كل الأنشطة الإسلامية المخلصة الموجودة الآن في الساحة تصبّ في نهر الإسلام) ولست أعرف مقياسكم للإخلاص، فالحكم على القلوب لله وحده، وتحقُّق أو ادّعاء الإخلاص وحُسْن النية لا يكفي عن صلاح العمل، قال الله تعالى عن شرّ عباده {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: 30].
وقال تعالى عنهم: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103 – 104 ].
كل (الأنشطة الإسلامية) الحزبيّة تَدِّعى الإخلاص وتَظُنّ أنها على الهدى، وهي تصبُّ في نهر الإسلام فتلوّثه وتكدّر صفاءه، ولا أعرف واحدًا منها يصحّ انتماؤه إلى منهج النبوة غير(تجديد الدّين والدعوة في جزيرة العرب) التي يجتهد بعض أبنائها اليوم لاستبدال المناهج المبتدعة به، خاب مسعاهم، وهدانا الله وإياهم للحق وثبتنا وإياهم عليه.
ولعل الله أن يزيل هذه الأسماء والشعارات والمناهج وجميع أسباب ومظاهر التفرّق ولعل الله أن يكفينا باسم المسلمين الذي سمّانا به عن الأسماء الخاصّة المبتدعة التي سمّاها الناس وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان واستغلّها الشيطان ليختلف المسلمون ويتفرقوا في الدين من بعدما جاءهم البينات، ولعل الله أن يكفينا بمنهاج النبوة عن مناهج البشر في الدين والدعوة، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتّبعين سنته.

([1]) الشيخ/ محمد متولي شعراوي تجاوز الله عنّا وعنه.

([2]) سعيد حوّى في (تربيتنا الرّوحيّة) وعمر التّلمساني في (شهيد  المحراب) ـمثلاً ـ رحمهم الله .