ذكرى لأئمة المساجد والقائمين عليها
ذكرى لأئمة المساجد والقائمين عليها
بسم الله الرحمن الرحيم
من: سعد الحصين
إلى: الإخوة في الدين وفي بلد ودولة أسِّسا من أول يوم على منهاج النبوة في الدين والدعوة إليه، وفقهم الله للاتباع وأعاذهم من الابتداع.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد اخترت لنفسي (باختيار الله لي وفضله علي) تذكير نفسي وإخوتي أهل المساجد بما كان عليه سلفهم الصالح (وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخاصة) في أدائهم هذه الوظيفة العظيمة، مقارنة بما استحسنه الناس بعدهم، والاستحسان بريد الابتداع:
أ- كان المسجد يُكِنُّ الناسَ من المطر والحر والقَرِّ، وكان الأئمة القدوة ينهون عن زخرفته كما ورد عن عمر رضي الله عنه عند توسعة المسجد النبوي: (أكِنَّ الناس من المطر ولا تحمِّر أو تصفِّر فتفتن الناسَ). وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (لتزخرفنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى) متفق عليه. بل ورد مرفوعًا: «إذا زوَّقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم». الصحيحة (1382). ثم جاءت البدع تترَى وتتطوَّر وتتكاثر:
1) ولعل أول من اشتهر بها عبد الملك بن مروان تجاوز الله عنه، ولعلَّ من أول محدثاته (بناء قبة على صخرة بيت المسجد، ولم يكن للصخرة ميزة على بقية الأرض المقدسة إلا أنها كانت قبلةً لليهود فصرف الله المسلمين عنها إلى بيته المحرم في مكة المباركة، ولم يدخلها تعبدًا ولا صلَّى بها أحد من الصحابة لا عمر ولا عبد الله بن عمر ولا غيرهما ممن زاروا بيت المقدس رضي الله عنهم أجمعين. وقالوا: إنَّما بنَى عبد الملك بن مروان القبة على الصخرة لما كان محاربًا لابن الزبير رضي الله عنه ليشغل بها الناس عن الاجتماع بابن الزبير في مكة.) انظر: (مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله) (15/153 – 154). وتروى عنها خرافات كثيرة. والقبة والأقواس وتيجان الأعمدة وشكل المحاريب والمآذن (وتعددها) تقليدٌ كنسيٌّ بيزنطيٌّ، ابتدعه النصارى قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بقرونٍ، واتبعهم المسلمون منذ العهد الأموي، وأسوأ ما اتَّبعوهم فيه – بعده – بناء المساجد على القبور (أو اتخاذ القبور مساجد دون البناء عليها) وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من ذلك قبيل موته كما في الصحيحين: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، «لتتبعنَّ سَنَنَ من كان قبلكم شِبْرًا بشبرٍ»…
2) ثم ابتلي المسلمون في دينهم بالفاطميين بين القرن الرابع والسادس، وجميع دول المسلمين بعدهم حتى سقوط الدولة العثمانية ـ لا ردَّها الله! ـ؛ فعادت الوثنية باسم المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة (وهي الأوثان الأولى منذ قوم نوح عليه السلام كما في صحيح البخاري وتفسير ابن جرير رحمهما الله وأجزل ثوابهما).
وطهَّر الله بلاد التوحيد والسنة بتجديد الدين والدعوة بعلم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وصالح ذريته، وبسيف الدولة السعودية في مراحلها الثلاث منذ منتصف القرن الثاني عشر فسقطت الأوثان من كربلاء إلى عُمان ومن الخليج إلى البحر، وزالت البدع وقام دين الله والدعوة إليه على ما كان عليه النبيِّ وأصحابه.
3) ثم وفدت الحزبيةُ والحركيَّة المبتدعة لاجئةً من مصر والشام (بعد أن أفسدت فيها ونفيت منها) طمعًا في الأمن والوظيفة والفتنة وهم يحسبون أنهم مهتدون، وحسب الناس أنهم مهتدون فانخدع بهم كثير منهم (الشباب بخاصة لكثرة حماسهم وقلة علمهم وضعف عقولهم، وما استفردوهم إلا لذلك)؛ فصدَّقُوا عليهم ظنَّهم (مثل إبليس) فاتبعوا دعواهم: أن التقاليد الكنيسية إنما هي (عمارة إسلامية)، وهي أهون دعاواهم، وشرها: الخروج على السنة والأمة، ولا يجوز أن ينسب إلى الإسلام إلا ما نزل به الوحي بفهم السلف وعملهم. ومن المبتدعات اتخاذ الهلال رمزًا للإسلام فوق المئذنة أو القبة اقتداء باتخاذ اليهود النجمة والنصارى الصليب رمزًا للدِّين، ومن الابتداع: وضع مئذنتين فوق واجهة المسجد اقتداء بإسراف أهل الكنائس، ومن الابتداع نقش المحراب أو طلاؤه أو إضاءته باللون الأخضر موافقة للون القبة فوق حجرة عائشة مدفن النبي وصاحبيه صلى الله وسلم وبارك عليهم أجمعين، وهذه القبة من ابتداع عهد المماليك وكانت رصاصية اللون لما وضع فوقها من الرصاص، ثم أعيد بناؤها وطليت باللون الأخضر في العهد العثماني منذ ثلاثة قرون.
4) ثم تنافس أفراخ الحزبيين والحركيين في الزيادة على الاتباع: أسماء لحلقات التحفيظ بلا تدبُّر يزين بها جدران المساجد بما فيها القبلة، ثم فرش ومساند ومتكآت للمحفظين، ثم إدارة للحلقات مهما قلَّ عدد الطلاب، ثم غرفة للإدارة؛ إضافات لا ضرورة لها على نفقة المحسنين يتبع بعضها بعضًا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الصلاة في الثوب المخطط ويكره النقش في القبلة فامتلأت القبلة أسماء وأرقامًا وحروفًا وزخرفًا لا حاجة إليها، ولم تعرف في أكثر المساجد في بلاد التوحيد والسنة قبل خمسين سنة، ولا بدَّ أن الأمر سيزداد، تَذَكَّرْ يوم وضعت مناديل الورق، ثم الصناديق لحفظها، ثم سلال الزبالة لحفظ ما استعمل منها، والمعلقات ومختلف حافظاتها، والساعة والتقويم، ثم أضيفت إليها الساعة الرقمية بتكلفة مضاعفة، وإشغال مضاعف للمصلي عن صلاته بدرجة الحرارة والتاريخ والمواقيت، ولن يحتاج إليهما غير الإمام والمؤذن فلماذا توضع في القبلة؟ وقد كره بعض السلف كتابة اسم الله أو آية من كتابه على جدار القبلة لأنه ليس مما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه وهم خير أمة أخرجت للناس رضي الله عنهم وأرضاهم، ولأنه مظنة إشغال المصلي عن صلاته.
5) ومما وفدت به الحزبية والحركية المبتدعة: التكلف والتحرج فيما وسع الله فيه من أمور شرعه مقارنة بما تهاونوا به من إفراد الله بالعبادة وإشراك أهل المقامات والمزارات والأضرحة معه في عبادته، وإليك المثال: في بداية ابتلاء الله هذه البلاد والدولة المباركة بإقامة وتجنس الحزبيين والحركيين أثير احتمال انحراف القبلة في المساجد القديمة فأفتى الشيخ محمد بن إبراهيم ثم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله ببقائها على ما هي عليه في القرون الماضية، وقد ورد مرفوعًا وموقوفًا عن خير هذه الأمة: «ما بين المشرق والمغرب قبلة». [في مثل المدينة النبوية]، ولا مانع من الاستئناس بالآلة فيما يجد لتعيين جهة القبلة لا عينها قال الله تعالى: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]. ولكن هيهات أن يرضى الحزبيون والحركيون بفقه العلماء بعد أن ربطهم الشيطان بفكر الظن والهوى، ولقد رأيت مساجد في الرياض والطائف وفي عمّان وغيرها تصرف قبلتها فتضيع مساحة كبيرة من المصلى إضافة إلى ما يضيع بالتفنن في تكلُّف الأشكال الهندسية المبتدعة فلا يتم الصف أبدًا بل تبقى فرجة في أطراف الصف للشيطان أعاذ الله الجميع منه. ومثل آخر: التشكيك في دخول الوقت (في الفجر والمغرب بخاصة)، فتضطر جهة الاختصاص إلى تعيين هيئة جديدة للنظر في هذا الأمر (كما رأيت في السعودية والأردن وما سمعت عن غيرهما) فيقرر أعضاؤها من العلماء وأهل النظر صحة التوقيت، ويستمر التشكيك والتشويش.
ب – ودعاء الاستفتاح (بالثناء على الله تعالى أو بسؤاله) هو أول ما يناجي به المصلي ربه بعد تكبيرة الإحرام، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو أحد عشر استفتاحًا، أقواها سندًا: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد» [متفق عليه].
ولكن أكثر الأئمة (حتى في المساجد التي تشد إليها الرحال) يستعجلون فيحرمون أنفسهم والمؤتمين بهم في الصلاة الجهرية مناجاة الله بالثناء عليه أو بسؤاله، وأكبر ظني أن السبب أنهم يلوكون أقصر استفتاح آليًا دون تدبر معناه، ولو اتبعوا السنة فاختاروا لكل استفتاح دعاءً مما صحت به الأحاديث لعقلوا ما يستفتحون به ولأنصفوا أنفسهم وغيرهم؛ فلم يسرقوا من صلاتهم.
ج- وقراءة فاتحة الكتاب ركن من أعظم أركان الصلاة وأكثر الأئمة لا يعطيها حقها من الترتيل (وهو الترسل والتمهل والوقوف على رأس كل آية) كما أمر الله وشرع، وكما فعل النبي وخلفاؤه وأصحابه صلوات الله وسلامه وبركته عليهم أجمعين، قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، «وكانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدًّا، يمدُّ ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرجيم.» وأكثر ما يهتم به الأئمة مدُّ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، وقد يبالغون في إظهار حركات مدها بحيث لا تزيد ولا تنقص عن ستِّ حركات ظنًّا منهم أن عدَّ حركات المدِّ وحي منزَّل، وإنما هو من استحسان بعض المجودين (الأعاجم غالبًا) ولا يوجد دليل على مشروعيته إلا بيت الناظم: «والأخذ بالتجويد حتم لازم» كما قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كتاب (العلم) ص171 وحكاه عن شيخه السعديِّ رحمه الله، وحذَّر ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي من الانشغال بالتجويد وتكلفه عن التدبر، وحذر الإمام أحمد رحمهم الله جميعًا من إسقاط حرف [بالإدغام أو الإخفاء] أثبته الله ووعد عليه عشر حسنات.
وحتى لو جاز الاستدلال على الشرع بالاستحسان أو التحسين العقلي ( وهو لا يجوز بل هو أقرب إلى الانحراف إلى ما نهى الله عنه من اتخاذ الهوى إلهًا أو القول على الله بغير علم)؛ فأيُّ حسن في القلقلة الكبرى والإشمام والرَّوم والإمالة (في لفظ واحد) والسكتة اللطيفة ونحوها؟ وأي عون على التدبر؟ ويزيد المنكر شناعة: تعليل أكثر الأئمة وصل آيتين (فأكثر) فصلهما الله بتنزيله وفصلهما رسوله بقوله وفعله؛ بأن المعنى لا يَبِيْن إلا بهذه المخالفة والمشاقة. وأكثر الأئمة يقف على حرف الاستثناء (إلا) ولو كان الاستثناء منقطعًا في مثل قول الله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى} [الغاشية: 22-23] فيقع في أكثر من خطأ: جهله وتجهيله بالمعنى الصحيح، ووصله آيتين فصلهما الله ورسوله، ووقوفه على الحرف، ومثله قول الله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً} [طه: 2-3] ولعل أكثر الاستثناء في القرآن غير متَّصل. وكثير من الأئمة يتكلَّف إعادة جزء من الآية قرأه لربطه بما يليه دون ضرورة فيطيل على المأمومين بتكلفه وقد فصل الله آية عن آية رغم ارتباطهما في المعنى مثل: {تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ} [البقرة: 219-220]، {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ} [غافر: 73-74]، {وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ} [هود: 54-55] ومثلها لا يسهل حصره. وأكثر الأئمة إذا جهر بالقراءة ترسل وإذا أسرَّ بها لاكها آليًّا دون تدبر ثم ركع قبل أن يتمكن المأموم من قراءة نصف الفاتحة، وهو مأمور بالترتيل مطلقًا. ولأن أكثر الأئمة والمأمومين لا يتدبَّرون القرآن (أو بسبب ذلك) فهم لا يحرِّكون به ألسنتهم وشفاههم ولا يُسْمِعون أنفسهم فضلًا عن الترتيل والتغنِّي؛ وما لم تتحرك به الشفتان واللسان فلا يعدُّ قراءة ولا ذكرًا ولا دعاءً، ولن يتدبر القرآن والدعاء وسائر الذكر من لم يُسْمعه نفسه. وكان بعض الصحابة يَسْمعون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، ويَسْمعون تسبيحه ودعاءه، وكانوا إذا قرأ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قال: «آمين»، وإذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قال: «سبحان ربي الأعلى»، وصلى معه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ذات ليلة فكان يقرأ مترسِّلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سَبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سَأل، وبِتَعوّذٍ تَعوَّذ.
د – وأكثر الأئمة يُخِلُّون بالسجود والتشهد فلا يمهلون أنفسهم ولا من يأتم بهم للدعاء في هذين الموطنين وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الدعاء فيهما فقال: «وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم» [رواه مسلم]، وقال في التشهد: «وليتخيَّر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل به» [رواه أحمد وغيره]، وأمر المصلي أن يتخيَّر من الدعاء ما شاء (فيما رواه البخاري ومسلم).
وأكثر ما تجتمع هذه المنكرات في صلاة التراويح، ولقد صليتها في أحد المساجد المباركة نحو خمس عشرة سنة مع أشهر الأئمة تطريبًا وتحزينًا (إن لم يكن فقهًا) فما وجدت وقتًا لدعاء الاستفتاح، ولا للدعاء في السجود، ولا لإكمال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (فضلاً عن الدعاء) في التشهد الأخير مرة واحدة، فرأيت من الخير لي الصلاة في مسجد أدنى مع إمام أقل شهرة، ولكن أكثر الأئمة يقتدون بالأشهر، وإن لم يكن أهلاً للاقتداء به، ولا يتحرون السنة هداهم الله. ومع إصرار أكثر الأئمة على الإخلال بالقراءة وتقصير السجود والتشهد فإنهم يطيلون دعاء القنوت وختم القرآن، ويتفنون في التطريب والسجع فيه والتباكي والترتيل بما يخالف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ وقد عَلَّم النبي صلى الله عليه وسلم أحد أحب الناس إليه (الحسين بن علي) رضي الله عنهما كلمات معدودة يدعو بها في القنوت، وصح عنه في النوازل الدعاء بكلمات أقل منها.
ولم يكف أئمة العصر ابتداع التطويل والترتيل والسجع والتطريب في دعاء القنوت؛ فأضافوا إليه الاعتداء في الدعاء بسؤال الله ما يخالف قدره؛ مثل الدعاء على النصارى: «اللهم لا تبق منهم أحدًا» والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» والكذب على الله: «اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عطاش فاسقهم» دعاء لمن يعلم الله أنه ليس فيهم حاف ولا عار ولا جائع ولا عطشان، وأسْألْهم عمَّا يسمى في لغة العصر (الكماليات): الجوال والتلفزيون والزينة من اللباس والحلي ووسائل التبرج لتعرف بُعدَ مثل هذا الدعاء عن القصد والعدل والحق. وفي المقابل لا تكاد تسمع من يدعوا لهم بالهداية إلى إفراد الله بالعبادة ولا إلى السنة، ولا إلى تجنب الشرك في العبادة والبدع الأخرى، مع أن أكثرهم يخالفون شرع الله في كل ذلك.
والقنوت للنوازل من الأمور الطارئة يُتْرك النظر فيها لولاة الأمر الموكولين بأمر المساجد، قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه في صفر 1430هـ.