فتوى ابن باز والعثيمين في أحكام التجويد المبتدعة 

فتوى ابن باز والعثيمين في أحكام التجويد المبتدعة 

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال   

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد:

نحن مجموعة مدرسين رشحنا لدورة في القرآن الكريم ودراسة علم التجويد وقد أفادنا مدرس التجويد [أن التجويد ينقسم إلى قسمين: علمي – وعملي أما العلمي فرض كفاية، وأما العملي واجب على كلّ قارئ من مسلم ومسلمة] أي: أن تطبيق أحكام التّجويد واجب على كلّ مسلم ومسلمة.

أرجو بيان الحقّ في ذلك على ضوء من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه يستدل بقوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلا}، وجزاكم الله خيراً.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

لا أعلم دليلاً شرعيّاً يدلّ على وجوب الالتزام بأحكام التّجويد، أما قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}، فهو يدلّ على شرعية التمهّل بالقراءة وعدم العجلة. وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز 1415/11/12هـ. 

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:  ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به ؟

أجاب -رحمه الله-: لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وانما أرى انها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الالزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن انس بن مالك-رضي الله عنه- انه سئل كيف كانت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.

والمد هنا طبيعي لا يحتاج الى تعمده والنص عليه هنا يدل على انه فوق الطبيعي ولو قيل: بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.

وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج الى دليل تبرأ به الذمة أمام الله في الزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله او سنة رسول-صلى الله عليه و سلم- أو اجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي-رحمه الله-  في جواب له ان التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.

وقد اطلعت على كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية حول حكم التجويد قال فيه صفحة 50 مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى(ولا يجعل همته فيما حجب به اكثر الناس من العلوم عن حقائق  القران اما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك, فان هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق بــ(أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم و تحسين الصوت) انتهى

منقول من كتاب العلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله طبعة دار الثريا للنشر صفحة 170-171 سؤال رقم 70.