رد على أخي الشيخ إسماعيل بن عتيق
رد على أخي الشيخ إسماعيل بن عتيق
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فضيلة أخي في الدّين وفي وطن أسِّس على منهاج النبوة في الدّين والدعوة إليه من أوّل يوم / الشيخ أبي سعد إسماعيل بن عتيق أسعده الله بالثبات على ما كان عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد أطلعني أحد إخواني (في الدّين والدّعوة على منهاج النّبوّة) على مؤلّف لكم بعنوان: (مذكرات وذكريات 60 عامًا في 57 دولة) ذكرتم عنِّي فيه ما يلي :
1- (الدِّراسة في أوربا وأمريكا سبع سنوات) والحقيقة أنّها لم تزد عن أربع.
2- أنّي كنْتُ (أُفطِّر 300 صائم في رمضان), والحقيقة أن الله منَّ عليَّ بشيء من ذلك ولكن رقم 30 أقرب إلى الواقع، والمكان لا يتسع لأكثر من 50 على أيّ حال، ويُحْكى أن تاجرًا من شقراء في مكة المباركة كان السّبَبُ في زيادة ثروته أنه كتب لعميله في الهند يطلب منه 30 كيسًا من الهيل فزادها الذُّباب نقطة من اليمين ووصلت الـ: (300 كيس) مع بداية الحرب العالميّة الثانية وانقطاع الاستيراد.
3- أنّ (الخلاف بيني وبينك عدم استقراري في التّوجهات الدّعوية)، ولو كان هذا صحيحًا لما اختلفنا، فالذي أعرفه عنك أنك التحقْتَ بجماعة التّبليغ كما يتبيّن من مؤلّفك هذا (وان لم تصرّح باسمها) وهو ما أعرفه عنك منذ عرفتك، وبايعْتَ منّاع قطان رحمه الله رئيس جماعة الإخوان في المملكة المباركة (مع عبد الله وعبد الله وحمد) حسب تصريحك لبعض الإخوة الذين تثق ونثق في نقلهم (رغم ظاهر التزامك بصحيح المعتقد، والله حسيبك). وتذبذُبُ الأخ الكريم بين الفِرَق, ومأخذي عليه عدم التّركيز على منهاج النبوة في الدعوة والاستغناء به عن المناهج المبتدعة (التّبليغ والإخوان بخاصّة) لم يُثِرْ نزاعًا بيني وبينه أبدًا بل اخترته مع الشيخ يوسف الملاحي لزيارة الكويت ومحاولة الإصلاح بين التَّبليغيّين والسلفيين، ولزيارة نجران لمحاولة فتح الباب لهداية الإسماعيليّين، وفوّضته في صرف مستحقّاتي في الانتداب وغيره لصالح صندوق الدّعوة مع الشيخ محمد بن قعود، ولم يَحُلْ التزامي بمنهاج الدعوة دون تعاوني معهما وغيرهما على الخير مهما أهملوا أو استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. ومع أن الله تعإلى قال عن كتابه: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}؛ فقد حاولت الثبات على منهاج النبوة ولم أخرج عنه بفضل الله أبدًا، غير أني ظننت أن أسلوب التّبليغ يصلح الإستفادة منه (مع الاإلتزام بمنهاج النبوة) فثبتُّ معهم 8 سنوات حتى زارنا في الرّياض الشيخ (عباس الشرقاوي) ومحمد بن سعيد بن صالح القحطاني وسالم الجدعاني لتحذيري والشيخ يوسف الملاحي وسعود الدحيم من أن إنعام الحسن رئيس جماعة التبليغ بايع عباس وبضعة عشر سعوديًّا من جدّة على الطّرق الأربع كعادة متصوفة الهند، وإطْلاعنا على ما في (تبليغي نصاب) من شرك وخرافة وبدعة (وهو كتابهم الوحيد لغير العرب) وبعد توكيد الأستاذ (عدنان مُدَرّس) لواقعة المبايعة الصّوفية للرّجال والنّساء حاولتُ أربعة أشهر أن أردّهم إلى الحق، ولما وجدت منهم الإصرار على الباطل تقرّبت إلى الله بالتحذير من باطلهم، ولا زلتُ على صلة طيبة ببعض أفرادهم الأقل تعصبًا مع مصارحتهم بما عرفته يقينًا عن فساد منهجهم ومباينته لمنهاج النبوة، على غير نهج الأخ الكريم من دعوى الانفصال عنهم وتركهم في غيّهم يتردّدون، فهم إخواننا في الدّين وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا. وثبتني الله في العمل؛ فلم أغيِّره (بعد ربع قرن) إلا بعد أن قررت وزارة المعارف تبنيّ فكرتي في إصلاح هيكل التعليم العام ونشرها بعد إدخال تعديلات عليها لم أرْضها، فاستجبت لإلحاح الشيخ ابن باز (رحمه الله) للتّحول إلى الدّعوة في الخارج (طيلة عام ونصف) فتحوّلت من خدمة التعليم العصري إلى خدمة التعليم الشرعي، وثَبَتُّ فيه ثلاثين عامًا بفضل الله مركِّزًا على نشر المنهاج النّبوي ومحذّرًا من المناهج البشريّة المبتدعة حتى لقّبني بعض الحركيّين والحزبيّين (منهاج النبوة), وهو خير لقب أختاره لنفسي، ولم أَرَ لنفسي ما أكرهه من أخي الكريم وأمثاله من الميوعة والخلط والتّذبذب الذي يظهر لي من هذا المؤلَّف وما قبله، بل ما هو أسوأ منه الحطّ على السّلفيّين عامّة وعلى الوادعي والألباني خاصة دون بيّنة شرعيّة، بل بالظّن والخرص والإفك، ومَدّح سيّد قطب والمودودي والإخوان عامّة في مؤلّفكم: (حقائق في مرآة الزمان). وفي هذا المؤلف تؤكدون أنك (سلفي المعتقد بالوراثة والتّلقين [لا الاختيار ؟] وأنّك (إخواني الحركة والمنهج بالكسب والتحصيل [بالاختيار] ؟) وأنّك (انقطعت عن التبليغ بعد الارتباط بهم منذ 1374 حتى 1402 لتغسل ما علق بالأذهان من أنك عضو فعال في الجماعة وأنّ لك بيعةً وعهدًا سرّيًّا مع المركز العام في دلهي، ولأن الإنكار تكرّر عليك من عدة جهات أفرادًا وجماعات [لا لفساد مناهجهم؟ وأين الثبات على ما تظنّه حقًّا؟]. ورغم الاختلاف بيننا فقد سرّني دوام مودّتك. وفقكم الله لطاعته ورضاه.
سعد الحصين، تعاونًا على البرّ والتقوى.