دولة قطر تضرب مثلًا

دولة قطر تضرب مثلًا

بسم الله الرحمن الرحيم

في بيان صدر من الديوان الأميري في دولة قطر ـ نصر الله بها دينه ـ: (وجه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بإطلاق اسم جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب على أكبر جوامع الدولة). وقال البيان: (يأتي التوجيه (الكريم) تكريمًا لمكانة المصلح والداعي المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وانعكاسًا لتوجه الدولة (القطرية) في إحياء رموز الأمة وقيمها الحضارية (الدينية). والإمام هو: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي، من آل مشرف من عشيرة المعاضيد من فخذ آل زاخر الذين هم بطن من الوهبة من قبيلة بني تميم. ويُعدُّ الإمام من أبرز دعاة الأمة، ومجدد القرن الثاني عشر الهجري، بدعوته التي قامت على مبدإ التنقية الشاملة لعقائد الناس وعبادتهم، بعد فترة من انتشار الجهل والبدع في العالم الإسلامي). انتهى النقل من البيان.
وقد حرصتُ في مقالاتي أن أنوه بأهل التميز في الدين ثم في الدنيا، من أفراد أو مؤسسات أو بلاد أو دول، شكرًا على ما تفضل الله به علي من تركيز على الجوانب الطيبة من الحياة والأحياء، وما تفضل الله به على أهل التميز من اصطفاء لخيرٍ في الدين أو الدنيا، وتنبيهًا وتذكيرًا لغيرهم وحثًّا على الاقتداء بهم.
1– وقد نوَّهتُ بدولة قطر أكثر من مرة تذكيرًا بما منَّ الله به عليها في عهد الشيخ علي بن ثاني رحمه الله بما ميَّزه الله به من محبة للعلم وأهله والتزام بالمنهاج السلفي في الدين والدعوة وطبع الكتب السلفية وتوزيعها على طلاب العلم.
2– ونوَّهتُ بدولة قطر في عهدها الحاضر إذ منَّ الله على وزارة الأوقاف في عهد وزيرها الدكتور فيصل بن عبد الله المحمود من (استئناف طبع الكتب الدينية بصفة مستمرة، وكان من فضل الله ثم فضلها ـ تعاونًا مع دار الإمام البخاري في الدوحة على البر والتقوى ـ؛ طبع أربعة من خير منشوراتنا في الدين والدعوة: مهذبي لزاد المعاد، خير مؤلفات ابن القيم رحمه الله، بل خير كتاب طبع بعد كتاب الله من حيث الشمول والوجازة والصحة (في مجلد)، ومهذبي لحكم الانتماء للجماعات والأحزاب الإسلامية وهو خير مؤلفات الشيخ د.بكر أبو زيد رحمه الله، ومهذبي لرسالة: الشرك ومظاهره للعلامة الجزائري مبارك الميلي خير مؤلفات جمعية علماء المسلمين رحمهم الله جميعًا، ومؤلفي: ألا لله الدين الخالص (في مجلد آخر عام 1430 شهر صفر) جمعًا بين التأليف والتهذيب.
3– وتميَّز الجيش القطري في صد عدوان حزب البعث الاشتراكي العراقي وطاغوته صدام الدِّين على دولة الكويت وتهديده بقية دول مجلس التعاون الخليجي، بينما فرح أكثر العرب ـ إسلاميهم وشيوعيهم وعلمانيهم ـ وساندوا العدوان وشمَتُوا بضحاياه، ولكن الله ردَّ كيدهم في نحورهم، بعد تآمر وتعاون دولهم على الإثم والعدوان.
4– وتميز الشعب القطري فلم يلحق بركب شياطين الإنس والجن في مظاهراتهم واحتجاجاتهم واعتصاماتهم واضراباتهم، وكفرهم بفضل الله ونعمته عليهم، وتعديهم على شرع الله وسنة رسوله في معاملة من ولاهم الله أمرهم بالسمع والطاعة لهم، وأداء حقوقهم عليهم، والاعتراف بفضل الله بهم وعليهم.
5– وتميَّزت قطر بالشجاعة والجرأة فاستضافت القوات الأمريكية التي سخَّرها الله للإعانة على تحرير الكويت وطرد المعتدين البعثيين العراقيين وطواغيتهم، ورد كيد المؤيدين لهم من راكبي الدِّين مطية للسلطة والحقد والغل، وتفتيت حزب البعث الشيطاني وقتل وتشريد رؤوسه. ثم سخرها الله لمطاردة الإرهاب الإجرامي باسم الدين والجهاد افتراء على الله، ومخالفة لشرعه، وقتل أو تشريد رؤوس الضلال والفتنة والجهل.
6– واليوم يصدر بيان الديواني الأميري تتويجًا لكل ما ميَّز الله به قطر وقادتها وأهلها، وإعلانًا من رأس الدولة الكريمة بثباتها على العهد الشرعي بالتعاون على البر والتقوى، بل بالاتحاد على التوحيد والسنة، ومنابذة الشرك والبدعة، وهو أقوى وأثبت أساس للاتحاد الذي دعا إليه خادم الحرمين، وكانت قطر أول من لبَّى الدعوة إليه، أما الاتحاد على غير هذا الأساس فلا ضمان لثباته. وبالله التوفيق.

(1433/1/25هـ).