مِنْ ضَلال الفكر [1] ضلال فكر مراد هُفْمَن في كتابه رحلة إلى مكّة وافتراء مكتبة العبيكان في الثناء عليه

مِنْ ضَلال الفكر [1]

ضلال فكر مراد هُفْمَن في كتابه رحلة إلى مكّة وافتراء مكتبة العبيكان في الثناء عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت كتاب (رحلة إلى مكّة) لمؤلِّفه (مراد هُفْمَنْ) من منشورات (مكتبة العبيكان)، ورأيت ما يلي:
1- ذُكِر على الغلاف أن كتاب هُفْمَنْ: (يحمل إلى الناس حقيقة الإيمان ونور الإسلام)، وهذا افتراءٌ على الكتاب وعلى الإسلام والمسلمين، فكاتبه (زاده الله هدى) اغترَّ بفكر بعض المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم المبتدعة فأعشت بصره عن هدي الكتاب والسنة، ولو (دَرَس الإسلام بِعُمق) كما ذُكِر لما خدعه السَّراب عن الماء الزُّلال.
2- من الأمثلة على ذلك: أنّه ظنَّ الفلسفة والفنَّ طُرُقًا صالحة للوصول إلى الإسلام (ص39، 48، 49)، وظنَّ أنّ (التصوّف المبتدع له الفضل في حفظ الدّين وبخاصة الذكر والدعاء)، وكان مثله الأكمل: ابن عربي الذي تُنْسب إليه خرافة وحدة الوجود الوثنية، (ص66). وظنَّ أن استعمال المسبحة من الدِّين (ص65). وظنَّ (المسلم المتّبع للسّنّة يعيش في شبكة من الرّموز) مقتديًا بما قاله (شون)، (ص66)، ولم يَقُلْه الله ولا رسوله ولا الأئمة في القرون المفضلة، بل قاله غلاة الباطنيَّة.

وظن أن ترتيل الموشحات من الدّين، وأن زكاة الفطر (هديّة) تُـخْرَجُ في ليلة 27 من رمضان مماثلة لهدايا عيد الميلاد (ص85). وظنَّ أن فرض الصوم ـ مميَّزًا عن غيره من الفرائض ـ لم يُفرض لله وإنما فُرِضَ للناس (ص85) ناقضًا ما صحَّ في الحديث القدسي عن الله تعالى: «أما الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». وهو يظن أن اختلاف بداية الصوم ونهايته في بلاد المسلمين: (مُـخْزٍ ومشين)، وأنّه اتّباعٌ لتقاليد وأعراف قديمة (ص86-87)، ويجهل أن السبب الحقيقي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، ويغفل عن حقيقة اختلاف المطالع، ويُفهم منه أن الحجَّ وعيد الأضحى يحدّد بالحساب الفلكي (ص87)، ويغفل عن الفرق بين الصوم في أماكن مختلفة والحجّ في مكان واحد.
3- كَتَبَ 9 صفحات (من 92 إلى 101) عن تنظيم الإسلام آداب الطعام وحشاها بكثير من العادات والتقاليد لا علاقة للإسلام بها، بل تخالفه.
4- أفتى بأخذ الفوائد الرّبويّة على المال المدّخر، وإعطائها في حال عدم تعرّض المقترض للاستغلال (ص122)، وخالف ما سمَّاه: (المناقشة بالمفهوم الأصولي للربا) (ص123).
5- ظن أن العادة المبتدعة: ذبح شاة عند الانتقال إلى مسكن جديد [أو بنائه] بما في ذلك من وضع نقطة من دمها على الجبين (ص126) ظنَّ ذلك أمرًا مشروعًا مثل الهدي أو الفدية أو الأضحية أو العقيقة (وهي وحدها المشروع تَعَبُّدًا في دين الإسلام)؛ فهو يخلط العادة بالعبادة كثيرًا كما يخلط الفكر بالوحي كثيرًا ويخلط البدعة بالسّنّة كثيرًا.
6- أخطأ في فهم الآية (129) من سورة النساء فأوردها دليلاً على شرط العدل (ص134).
7- فسَّر الآية (34) من سورة النساء خلافًا لتفسير الأئمة القدوة واتّباعًا لبعض المترجمين، وهم ـ مثله ـ غير مؤهلين للقول على الله ولا الفقه في شرعه.
8- رأى أن وصول امرأة مسلمة إلى رئاسة الحكومة مفخرة للإسلام (ص141)، وعارض الفصل بين الجنسين (ص142).
9- قدّم فِكْرَهُ على أحكام الشريعة في الحجاب بحجّة (أن الإسلام أغنى وأعمق من مجرد غطاء رأس المرأة) (ص145).
10- تكلَّم عن حقوق (أو فقد حقوق) الولد (غير الشرعي) بما لا يتّفق مع شرع الله، بل مع فهمه القاصر لشرع الله (ص146).
11- وهو يريد للمسلمين في ألمانيا أن يجتذبوا استحسان بقية الألمان للإسلام بالإجماع على موقف إيجابي جديد من حقوق المرأة، والتمسك بالدستور، والفوائد الرّبوية (ص198).
12- ظن (ص204) أن (الفرق الوحيد بيننا وبين النَّصارى: ماهيّة المسيح عليه السلام؛ فإذا زال هذا الفارق زالت العوائق الفقهيَّة بيننا)، وهذا خطأ فاحش، فإن الإسلام نسخ كل دين في أكثر الأحكام الشرعية، ما عدى العقيدة فواحدة قبل أن يدخلها التّحريف والتبديل من قبل المنتسبين إلى الدين عامة، أما التعاون بالمعروف فجائز مع الجميع.
13- هذه أمثلة قليلة تُبَـيِّن أنّ مَنْ كَتَبَ التقريض على الغلاف دفعه إليه الفرح بمسلم جديد (بمرتبة سفير ألمانيا) أو الرّغبة في اجتذاب القارئ المسلم لدفع الثمن أكثر من التّـثبّت والتّبيّن قبل الحكم ـ كما أمر الله ـ، هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدًا.

1421/10/19هـ.