سيد قطب – مثل ابن عربي – يَنْفي لفظ الوحدة ويُثْبت لفظ الأَحَدِيَّةَ
سيد قطب – مثل ابن عربي – يَنْفي لفظ الوحدة ويُثْبت لفظ الأَحَدِيَّةَ
بسم الله الرحمن الرحيم
أـ قد يكون الشيخ عبد الله الدويش أول من نشر ردَّه على سيِّد قطب ـ رحمهما الله ـ وإنكاره (180) من أخطائه في مؤلفه: (في ظلال القرآن)، وسبقه الشيخ محمود شاكر رحمه الله، فأنكر عددًا من أخطائه في مؤلفه: (العدالة الاجتماعية)، وهو مع (معركة الإسلام والرأسمالية) أوَّل إسلاميَّاته وضلالاته. والشيخ د.ربيع المدخلي هو أبرز من أنكر أخطاء سيِّد قطب في (عدد من مؤلفاته) فهو ـ جزاه الله خير الجزاء ـ خير من حذَّر المسلمين من منكرات فكر سيِّد قطب انتشارًا وشمولًا.
وكان أكبر المنكرات في فكر سيِّد قطب ما سماه: (أَحَدِيَّة الوجود)، ووصفها بأنها التي (أخذ بها المتصوفة وهاموا بها وفيها)، (وهذه مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة) في (ظلال القرآن) (6/3480-4002)، ومن أبرز من أنكرها ووصفها بأنها (وحدة الوجود) شيخ محدِّثي العصر المحدَّث محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته ـ، أما بقية كبار العلماء: الفوزان واللحيدان والغديان فقد حذروا من كتبه عامة.
ب ـ وهبَّ شيعة سيِّد قطب رحمه الله ورحمهم، يدافعون عنه، ولما كانت أقواله في تفسيره (أو تظليله) سورتي الحديد والإخلاص موبقةً إلى درجة لا يسهل الدفاع عنها؛ ادَّعت شيعة سيِّد ومنهم الدكتور عبد الله عزام رحمه الله، أن سيِّد قطب رجع عن قوله بوحدة الوجود في الطبعة الثانية للظلال في تفسيره سورة البقرة، ولم يصل إلى سورتي الحديد والإخلاص. وردَّ الشيخ د.ربيع المدخلي بأن الأستاذ صلاح الخالدي ـ أبرز مؤيدي سيِّد قطب ومؤرخي سيرته والمدافعين عنه ـ وَكَّد في كتابه:(مدخل إلى ظلال القرآن) (ص48-50) أن سيِّد قطب فسَّر الأجزاء الأخيرة من القرآن [ومنها سورة الإخلاص التي صرح فيها بأحدية الوجود] على أساس منهجه الحركي الجديد، ثم أعاد النظر فيما قبلها على هذا الأساس. ثم إنَّ الظلال طبع في حياة سيِّد مرات، وطبع بعد موته عشرات المرات بإشراف أخيه محمد، دون تغييرٍ، وبكل إصرارٍ؛ فالحق والعدل والصواب في أن يقال: إنه نفى لفظ الوحدة في تفسيره سورة البقرة، ثم أثبت لفظ الأحديّة في تفسير سورتي الحديد والإخلاص.
ج ـ وسبق للشيخ د. ربيع، ثمَّ لي التنبيهُ إلى أن ابن عربي (قبل سيِّد بثمانية قرون) نفى لفظ (وحدة الوجود) في أول (الفتوحات) ولم أجد ذكرًا (لوحدة الوجود) بهذا اللفظ في بقية (الفتوحات) و(فصوص الحِكم) لابن عربي، ولا في بقية (الظلال) لسيِّد قطب، بل ولا في تائية ابن الفارض (شرِّ الثلاثة)، بل إن ابن الفارض تبرأ من لفظ (الحلول)، كما تبرأ ابن عربي وسيِّد قطب من لفظ (الوحدة)؛ فقال:
(وَلِي من أتمِّ الرُّؤيتين إشارةٌ *** تُنَزِّهُ عن دعوى الحلول عقيدتي)
ولكن الثلاثةُ أُلزموا بدعوى (وحدة الوجود)؛ والحقيقة أن مصطلحات: الوحدة، والاتحاد، والحلول، والأحدية، كلها كفر لنفيها الوَحدانية؛ وإن كنا لا نعرف على وجه الدقة ما مات عليه أصحابها. ولعل وِحْدة الحُكْم عليها بالكفر أجازت لمنكريها من علماء السنة والتصوف اختيار مصطلح (وحدة الوجود) دون غيره غالبًا.
د ـ وقد اختار سيِّد قطب مصطلح (الأحَدِّية) في مثل قوله: (إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود إلا وجوده)، يعني: حقيقة الله، ووجود الله، (في ظلال القرآن، ط دار الشروق، بعد عشرات السنين من تاريخ وفاته، تجاوز الله عنه)؛ بل استدلَّ عليها بمثل ما استدل به ابن عربي وابن الفارض: قول الله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: 17].
وبيَّن سيِّد قطب وحده ـ فيما أعلم ـ سبب اختياره مصطلح الأحدية، فقال في المرجع نفسه والصحيفة نفسها (6/4002): (وهو لفظ أدقُّ من لفظ: واحد، لأنه يضيف إلى معنى: واحد؛ أن لا شيء غيره معه). وهذا هو ما دعا ابن الفارض إلى تنزيه عقيدته من دعوى الحلول، وما دعا المنكرين على هذه المصطلحات وأهلها الجمع بين اثنين أو أكثر حَلَّ أحدهما في الآخر، أو اتّحد معه والضّلال عن توحيد الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
ولربما جمع جَهْلي (بالتصوف) وجهل سيِّد (بشرع الله والفقه في دينه) بيني وبين سيِّد قطب فغلب على ظنِّي مثله: أن لفظ الأحدية أدق من لفظ الوحدة، فما دونه من لفظ الحلول والاتحاد؛ وليت الله طهَّره كما طهَّرني بفضله من الوقوع في حبائل الفلسفة (أو السَّفسطة الصوفية الكافرة بجميع ألفاظها ومصطلحاتها، ولكنَّه ـ عافانا الله مما ابتلاه به ـ بلغ به الجهلُ والتخبّط والتناقض إلى الدعوة إلى اتخاذ (ما وافق ابن عربي على تسميته) الأحدية (منهجًا يربط بين القلب البشري وبين كلِّ موجود برباط الحبِّ والأنس والتعاطف والتجاوب… فكلها خارجة من يد الله… فكلها إذن حبيب (6/4003)، [ولو كان خِنِزيرًا، أو ما دونه: وثنيًّا ينتمي إلى البوذية أو اليهودية أو النصرانية أو الإسلام]؟ إذن فلا عجب من اختياره أحدية الوجود.
هـ ـ واختار ابن عربي لفظ (الأحدية) على (الوحدة) في مثل قوله: (وجود الحقِّ [أي: الله] كانت الكثرة له، وتعداد الأسماء بما ظهر عنه في العالم الذي يطلب بنشأته حقائق الأسماء الإلهيَّة؛ فثبت به، وبخالقه أحدية الكثرة، وقد كان أحَدِيَّ العين من حيث ذاته… فكان مَجْلَى صُوَر العالم مع الأَحَديَّة المعقولة) فصوص الحكم ص200.
ويزيد هذا النصَّ الكفري وضوحًا قولُ ابن عربي: (وأعظم مَجلى عُبد فيه [الله] وأعلاه: الهوى، كما قال: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]… والعارف المكمَّل من رأى كلَّ معبود مَجْلى للحق [أي: الله] يُعبد فيه؛ ولذلك سمَّوه كلهم: إلهًا، مع اسمه الخاصِّ بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو ملك أو كوكب). فصوص الحكم ص194-195. يقول هذا، ومثله يملأ كتابه (فصوص الحكم) بخاصة، وغيره بعامة؛ بينما هو ينفي مصطلح (وحدة الوجود)، كما قدَّمت.
و ـ واختار ابن الفارض مصطلح (الاتحاد)، وإن أصرَّ الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله على أنه يعني (الوحدة لا الاتحاد).
(وجُلْ في فنون الاتحاد ولا تَحِدْ *** إلى فئةٍ في غيره العُمْر أفْنَت)
(وجاء حديث في اتحادي ثــابت *** روايته في النقل غير ضعيفة)
يعني بالحديث: «من عادى لي وليًّا»، وفيه «فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به…» إلخ؛ ولو كان هذا الحديث ـ لو صحَّ ـ يعني الاتحادَ لما كان للمتنفِّل ومحبة الله له مزية، لأنهم يعتقدون حلول الله أو اتحاده أو وحدته أو أحديَّته مع كل مخلوق، كما قال ابن الفارض:
(وإن عَبَد النَّـــارَ المـجوسُ ومـا انـطفت *** كما جاء في الأخبار من ألف حجَّة)
(فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم سِوَا *** يَ وإن لم يعقدوا عَقْدَ نيَّتــــــــــي)
وابن عربي أيضًا اتكأ على هذا الحديث؛ وهو يقول ـ إضافة إلى ما سبق ـ: (قال [موسى] له [للسامريِّ]: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} [طه: 97]، فسمَّاه [أي: العجلَ] إلهاً بطريق التنبيه للتعليم، لما علم أنه بعض المجالي الإلهية) فصوص الحكم ص192. وسيِّد قطب يردِّد معهم: (وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئًا في الكون إلا الله) (في ظلال القرآن) 6/4003 دار الشروق الطبعة الشرعية بزعمهم.
زـ ويتذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله ممَّا تعلمه في صغره، من صلوات ابن بشيش: (زُجْ بي في بحار الأحدية، وانشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أُحِسَّ إلا بها)؛ مصرع التصوف للبقاعي رحمه الله، تحقيق الوكيل، (1372هـ) ص243.
وفي هذا النَّصِّ الأخير جَمْع بين الأحدية والوحدة بمعنى واحد لا يختلف، وكلاهما استعمل لنشر الباطل من موبقات الشبهات، ولولا أني لا أختار الحكم على القلوب بما ظهر على الجوارح ودلت عليه القرائن؛ لقلتُ: إنَّ ابن عربي بمثل قوله: (فهو [أي: الله] عين ما ظهر وعين ما بطن… وهو المسمى أبا سعيد الخرَّاز وغير ذلك من أسماء المحدثات)؛ فصوص الحكم ص77، ولقلت: إن ابن الفارض بمثل قوله:
(وقد جاءني منِّي رسولٌ عليه ما *** عَنِتُّ عزيزٌ بي حريص لرأفتي)
(إليَّ رسولًا كنتُ منِّي مرســــــلًا *** وذاتي بآياتي عليَّ استدـــــلَّت)
(وفي الصَّحو بعد المَحْو لم أكُ غيرها *** وذاتي بذاتي إذ تَحَلَّتْ تجلَّت)
وإلحاحُهما على هذا الضلال في عشرات بل مئات النصوص؛ إنما يريدان زعزعة الإيمان بالله في قلوب عباده، وإضلالهم عن الصراط المستقيم. أما سيِّد قطب فلعله يَهْرِفُ بما لا يَعْرِف، وإنما سمع فقال. وهو أقرب ـ في رأيي ـ إلى ابن الفارض، فكلاهما شاعر، والشعراء يتبعهم الغاوون، ولعلهم يتبعون الغاوين أيضًا دون تثبت.
أما ابن عربي فهو أعلمهم، وقد يكون ممن أضله الله على علم، ومن طلاب العلم بل من علماء السلف من خُدع بما في (الفتوحات) من حقٍّ، وخيرُهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فقد ذكر في رسالته للمنبجي: (كنتُ قديمًا ممن يحسِّنَ الظنّ بابن عربي ويعظمه لما رأيت في الفتوحات من فوائد، ولم نكن اطلعنا على الفصوص ونحوه)؛ انظر ـ إن شئت ـ «مجموعة الرسائل والمسائل»، ط: محمد رشيد رضا، 1/171، لتعرف نص كلامه رحمه الله، فقد أُمْلِي عليَّ من مكان بعيدٍ، وكتبتُ المقصودَ منه. ورأيتُ ابن القيم رحمه الله اقتبس لميميَّته شطر بيت من تائية ابن الفارض، وابن القيم يحثُّ على استعمال ألفاظ الكتاب والسنة للجمع بين الحكم ودليله، إضافة إلى صحة اللغة، ولكن ابن آدم خطَّاء.
ح ـ أما الشيخ د. ربيع المدخلي فيرى أن لسيِّد قطب علاقةً بالتصوف منذ مرحلة (شكِّه وارتيابه وضياعه، بلفظ صلاح الخالدي في كتابه عنه «سيِّد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد» ص214-215، يقول سيِّد:
(1) (وليس هنا غيرٌ، وليس هنا أنا *** هنا الوحدةُ الكبرى التي احتجبتْ سرًّا)
(2) (لكَ يا جمالُ عبادتي *** لك أنتَ وحدك يا جمالُ)
(فإذا عبدتُك لم أكن *** يا حُسْنُ من أهل الضلال)
(بل كنتُ محمود العقيــ *** ــدة في الحقيقة والخيال)
(3) ويقول دفاعًا عن (النيرفاتا) في عقيدة الوثنية الهندوسية، ويصفها بأنها (الفناء في الرُّوح الأعظم): (كنا نرجو أن يكون [حسين فوزي] أوسع أُفقًا، وأكثر عطفًا، وأعمق اتصالًا بروح الشرق الكامنة وراء هذه المظاهر والأوضاع، والصوفية المتسامحة المشرقة بنور الإيمان).
(4) ويقول في مدح الصوفية الهندية، أُمِّ الصوفية المبتدعة في كل مكان وزمان بعدها: (الهندي الذي يحسُّ بنفسه ذرَّة منسجمة مع الطبيعة، فيرى في فنائه في القوة العظمى حياة وبقاء وخلودًا، وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه… فلنقف خشَّعًا أمام هذا السموِّ الإلهي ولو لحظات).
وللراغب في معرفة التفاصيل الرجوع إلى «مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي» ط: دار الإمام أحمد، 1431هـ، 6/116-133، و7/167-173، وديوان سيِّد قطب، تجاوز الله عن كل مسلم موحِّد يفرد الله بالعبادة وينفيها عن غيره.
ط ـ وجناية الفكر وزخرف الأسلوب (شعرًا ونثرًا) على سيِّد قطب (وابن عربي وابن الفارض) تجاوزت حدود ضلالهم عن هدي الوحي والفقه فيه من أهله إلى أن أضلَّت بهم عددًا من المسلمين لا يحصيه إلا الله، وهم ومؤيدوهم: {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
ولكن الله يوظِّف بعض عباده العلماء لإثبات الحقِّ ونفي الباطل؛ فقد جمع الشيخ برهان الدين البقاعي (ت: 885) رحمه الله، أقوال وفتاوى كثير من العلماء بين عصره وعصر ابن عربي وابن الفارض في كتاب «تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي» و«تحذير العباد من أهل بدعة الاتحاد»، ويقال: إن السيوطي رحمه الله ردَّ الحق بمؤلَّفه: «تنبيه الغبي في تنزيه ابن عربي»، وحقَّق الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله كتابَي البقاعي ونشرهما بعنوان: «مصرع التصوف» تجنبًا للتعريض بالقارئ، وهذَّبتُ تحقيقه بعنوان: «فلسفة ابن عربي وابن الفارض في حكم علماء القرون الوسطى وأكثرهم متصوفة» لأن من الظلم أخذ جميع المتصوفة بجريرة اثنين منهم.
ووظَّف الله الأستاذ محمود شاكر والشيخ عبد الله الدويش والشيخ د.ربيع المدخلي لبيان الضلال في فكر سيِّد قطب.
وقُرئ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء وَصفُ سيِّد قطب (معاوية وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ بالكذب والغش والخدعة والنفاق والرشوة) فأجاب: (هذا كلام باطنيٍّ خبيثٍ، أو يهوديٍّ لعين، ما يتكلَّم به مسلم، ومعاوية وعمرو من فضلاء الصحابة رضي الله لهم الدِّين، ولا يشك فيهم مسلم، وما فعلوا شيئًا يعاب عليهم، وكل ما قاله أولئك [إشارة لما قرئ على الشيخ من كتاب: كتب وشخصيات، لسيّد قطب، ص242، ط: دار الشروق ـ طبعة شرعية بزعمهم] فريةٌ وتضليل، وعنوان نفاق ممن قاله)، عن محاضرات التوحيد بالطائف صيف عام (1426هـ)، في جامع والدة خادم الحرمين أثابها الله الجنَّة.
وقُرئ كلام سيِّد نفسه على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في سبِّ معاوية وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ فقال: (هذا كلام قبيحٌ، وكلام منكر… وإن سبّه لبعض الصحابة منكر وفسق يستحق أن يؤدب عليه، ولكن إذا سبَّ أكثرهم وفسّقهم: يرتدُّ؛ لأنهم حملة الشرع، فإذا سبَّهم قدح في الشرع). «براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع» للشيخ د.عصام السناني، الأستاذ بجامعة القصيم، ص31.
ولم يرض بقول سيِّد قطب غير دولة إيران الشيعية فكافأته وأجزلتْ.
وقرئ على الشيخ ابن باز رحمه الله وصف سيِّد قطب نبيَّ الله موسى صلى الله عليه وسلم بأنه (الزعيم المندفع العصبي المزاج) ووصفه له بـ: (التعصب القومي والانفعال العصبي) التصوير الفني في القرآن ط: الشروق، ص200. فأجاب: (الاستهزاء بالأنبياء ردَّةٌ مستقلة). «البراءة» ص29.
وسئل معالي الشيخ صالح اللحيدان عن كتاب سيِّد (في ظلال القرآن)؟ فأجاب: (هو مليءٌ بما يخالف العقيدة الصحيحة) وعن بقية كتبه؟ فأجاب: (لا تُعلِّم العقيدة الصحيحة، ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في ذلك). «البراءة» ص52.
وقُرئ على الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله قول سيِّد عن الإسلام بأنه: (العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معًا مزيجًا كاملًا يضمن أهدافهما جميعًا ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال) معركة الإسلام والرأسمالية ط: الشروق، ص61؟ فأجاب: (لو كان حيًّا فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل مرتدًّا، ولو كان ميتًا فيجب أن يبيَّن أنَّ هذا الكلام باطل؛ ولا نكفِّره، لأننا لم نُقم عليه الحجة) العواصم مما في كتب سيِّد قطب من القواصم للمدخلي، وعنه البراءة للسناني، ص60.
ولا أعرف أحدًا من علماء السنة كفَّر سيِّد قطب (فضلًا عن الشيعة فهم يقدسونه وأصدروا في إيران طابع بريد باسمه ورسمه، وأطلقوا اسمه على سبعة شوارع وطرق، مكافأة له على سبِّه الصحابة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ)، وليس التكفيرُ مطلبًا لأحدٍ، بل المهمُّ: التحذيرُ من قوله على الله وأوليائه بغير علمٍ. والله الموفق.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه- 1432هـ.