عَمَر الله مصر بالأمن والإيمان، وكفاها شرّ الإخوان

عَمَر الله مصر بالأمن والإيمان، وكفاها شرّ الإخوان

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم أذِنَ الله لحزب الاخوان المسلمين المبتدع (بِقَدَرِه الكوني وحكمته البالغة) أن يحكم مصر (كما أَذِنَ للفُرْس بالغَلَبَة على الرّوم في القرن الأوّل، وكَمَا أَذِنَ لحزب البعث العراقي الملحد وطاغوته صدّام حسين باحتلال الكويت سبعة أشهر منذ ربع قرن) كتَبْتُ مقالاً بعنوان: (بداية النّهاية للحزب الاخواني المبتدع) لأنهم كانوا يَعِدُون النّاس بالحكم بما أنزل الله وحِزْبهم قائم على مخالفته من أوّل يوم، فقد هادنوا الشرك الأكبر في كلّ تعاليم مؤسّسيه العمليّة، وأول ما أنزل الله مع كلّ رسله: محاربة الشرك الأكبر، وأبرز مظاهره: المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة منذ قوم نوح إلى قيام السّاعة. ومع أنّ مؤسِّسي الحزب المشئوم وُلِدُوا وعاشوا وماتوا بين هذه الأوثان، وكان مؤسِّس الحزب الأوّل من روّادها، والمرشد الثالث من المدافعين عنها، فقد حذفوا النّهي عنها من تعاليمهم العمليّة في مذكّرات ورسائل حسن البنّا رحمه الله، وهو خيرهم: حذفوا النّهي عن الشرك الأكبر من: واجبات البيعة[38]ومنها: تخفيف شرب الشّاي والقهوة والمشروبات  المنبّهة، ومن أركان البيعة [10]، ومن مطالبهم لدى ولاة أمر المسلمين [50] ومنها: توحيد الزّيّ وتنظيم المصايف، ومن منجياتهم [10] ومهلكاتهم [10] ومن موبقاتهم [10] وأوّلها في الوحي: الشرك بالله، ومن وصاياهم [10] واقتبسوا عددها من اليهود والنّصارى مع أنّ أوّلها عند اليهود والنّصارى اليوم: لا تَعْبُدْ إلهاً غيري، وثانيها: لا تصنع تمثالاً فتسجد له. وكانور يَعِدُون النّاس بالرّخاء والسّعادة، وهم لا يعملون إلاّ لحزبهم، وقارنْ بين حال مصر في عهدهم البائس وعهد حسني مبارك تجاوز الله عنه في الأمن وسعر العملة وأسعار البضائع، وكان يَصُدُّ الاخوان وإيران عن إفساد مصر، ففتحوها لهم ومهّدوا لهم الطّريق للعتبات المدنّسة، ولا عجب، فرئيس حماس يحجّ إلى وثن الخميني أكثر مما يحجّ إلى بيت الله الحرام ويقدِّم له قرباناً من الزُّهور، ويقول: (الإمام الخميني أبو حماس الرّوحي، بل كان حسن البنّا رحمه الله من أوّل مبتدعي فكرة: تقريب السّنّة إلى الشّيعة (لا العكس كما هو الحال في الواقع). وبعض الجهلة (ومنهم بعض طلاب العلم بل بعض القطبيّين من أئمّة المسجد الحرام الذي تُشَدُّ إليه الرِّحال) يَتَوهّمون ويُوْهمون النّاس أنّ الاخوان المسلمين أهون الشرّ، ولكنهم في الواقع شرٌّ وأخطر على الاسلام والمسلمين ممن لا يركب الدّين إلى مصالح حزبه، وإنّما يَحْصُر نفسه في الدّنيا ويترك الدّين لأهله، لأنّ النّاس لن يأخذوا دينهم ممّن يُعلن اختصاصه بالادارة الدّنيويّة، ولكنهم ينخدعون في الغالب بمن يعلن اختصاصه بالدّين، وإنما يريد الدّنيا من المال والسّلطة. والاخوان المسلمون يخالفون شرع الله أيضاً بمجرّد انعزالهم عن جماعة المسلمين العامّة بجماعة خاصّة ومنهاج خاصّ وأمير خاصّ ومركز خاصّ بهم يميّزهم عن بقيّة المسلمين يوالون فيه ويعادون فيه، وقال الله تعالى: {إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}.

وفي فتوى اللجنة الدّائمة رقم 1674 في 1397/10/7هـ: (لا يجوز أن يتفرّق المسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً) ردّاً على سؤال عن الاخوان والتّبليغ.

وفي مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله ج5 ص202-204: (مما لا شكّ فيه أنّ كثرة الفِرَق والجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الاسلام ثانياً). ومن فتاوى ابن عثيمين رحمه الله: (ليس في الكتاب ولا في السّنّة ما يبيح تعدّد الجماعات والأحزاب بل إنّ فيهما ذمّاً لذلك، قال الله تعالى: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبراً كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون}، الصحوة الإسلاميّة، إعداد علي أبو لوز ص154. ومن فتاوى الشيخ د. صالح الفوزان وفقه الله: (التّفرق ليس من الدّين لأنّ الله أمرنا أن نكون جماعة واحدة على عقيدة التّوحيد ومتابعة الرّسول، قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا}، مراجعات في فقه الواقع على ضوء الكتاب والسّنّة، إعداد د.عبد الله الرّفاعي ص44. ومن فتاوى الشيخ د.بكر أبوزيد رحمه الله: (أهل الاسلام ليس لهم رسم إلا السّنّة والدّعوة إليهما على مدارج النّبوّة كما وصفهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»…وهم الذين سمّاهم: «الجماعة»، وهم الطائفة المنصورة وهم الفرقة النّاجية، وهم المنتسبون لسنّته وطريقته صلى الله عليه وسلم دون ما سواهما لقوله صلى الله عليه وسلم: «ومن رغب عن سنّتي فليس مني»، ولما ظهرت البدع والأهواء المضلّة قيل لمعتقدهم : (السّلفيّ)…فعلى نور الكتاب والسّنّة يدعون إلى الله، إلى صفاء الاعتقاد ونشر التّوحيد والحكم بما أنزل الله على منهاج النّبوّة والخلافة الرّاشدة. والذين كتبوا عن الفرق والملل والنّحل خصّصوا كتبهم لما تناثر من الفِرَق (الجماعات) على جنبتي الصراط المستقيم: طريق جماعة المسلمين أهل السّنة والجماعة أتباع السلف الصالح). حكم الإنتماء إلى الفِرَق والجماعات والأحزاب الاسلاميّة، دار ابن الجوزي ص108-115.

وأساس الحزب الاخواني المبتدع: الخيانة ومخادعة المسلمين باسم الإسلام يقولون ما لا يفعلون بل عكس ما يفعلون (في لفظ د.كتبي من هيئة التّدريس بجامعة الامارات العربيّة): لا يوثق بهم ولا سبيل إلى إصلاحهم لأنهم يقولون شيئاً ويفعلون ما يناقضه؛ في البداية كانوا يخاطبون ملك مصر بأنه: (حامي حمى الدّين ونصير الاسلام والمسلمين مليك مصر المفدى)، ويرفعون (أصدق آيات الولاء والاخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وولي عهده المحبوب) مذكرات الدّعوة والدّاعية لحسن البنّا رحمه الله ط. الزهراء للاعلام العربي- 14 شارع الطيران- مدينة نصر- القاهرة ص203. ولما قامت الثورة، نسبوها لحزبهم، ولم يكن لهم فيها إلا أخذ الثوار بفتوى سيّد قطب رحمه الله المخالِفَة لما أنزل الله: أكل أموال النّاس بالباطل. وفي بداية الثّورة الأخيرة كانوا يتملّقون الثوار في ميدان التّحرير ويصفونهم بأنّهم المطالبون بالحرّية والعدالة، ثمّ وصفوهم اليوم بالمرتدّين والبلطجيّة،

فالحَكَم: مصلحة الحزب المشئوم لا الشرع ولا العقل.

وقد ساعدتهم أصوات أبعد المنتمين عن السّلفيّة للحصول على الأغلبيّة الضّئيلة للاستيلاء على مصر، وحصل ما توقّعْتُ فظهروا على حقيقتهم لا خير فيهم للدّين ولا للدّنيا إذ أعماهم التّعصّب للحزب عن الحقّ والعدل.

وكان صوت أمير السّنّة راعي الدّعوة السّلفيّة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله وأسكنه الفردوس من الجنّة أبرز أصوات ولاة أمر المسلمين تحذيراً من هذا الحزب وأنّه مصدر الفتن في بلاد المسلمين، وكان صوت دولة الامارات العربيّة المتّحدة أبرز أصوات الدّول المسلمة في التّحذير من حزب الخيانة والخديعة والغدر والفِتَن، ولكن العقل العربي (الاسلامي بزعمهم) يغيْبُ أكثر مما يحْضُر هدانا الله وإياهم جميعاً. ولعلّ هذا الحزب هو- بعد حَلِيفِه الايراني- مَنْ سَنَّ السّنّة السّيّئة في الغدر والقتل، فاتُّهموا بقتل النقراشي رئيس وزراء مصر، وقُتِل به حسن البنا رحمهما الله، ثمّ اتُّهموا باختراع الحزام النّاسف الجامع بين القتل بغير الحقّ وبين الانتحار، واتُّهِمَتْ إحدى خريجات مدرسة الشّر بقتل أستاذي في التّفسير محمد حسين الذّهبي، وهو أقرب وزراء الأوقاف في مصر إلى السّنّة، رحمه الله وهداهم وكفى الاسلام والمسلمين شرّهم.

كتبه/ سعد الحصيّن- 1434/8/24هـ.