من سعد الحصين إلى محمد بن فهد الفريح [1][هل تحفيظ القرآن معصية؟]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى فضيلة الشيخ/ محمد بن فهد الفريح أفرحه الله برؤيته يوم القيامة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإجابة لرسالتكم بالفاكس صبيحة هذا اليوم أقول: أثناء الحديث عن مسار تحفيظ القرآن في مقالي: (الخير في تعلّم القرآن وتعليمه لا مجرّد حفظه وتحفيظه) سألني الشيخ يوسف السّعيد أسعده الله بخدمة دينه: (هل تحفيظ القرآن معصية)؟ فأجبته: (تحفيظ القرآن دون تدبّر مخالفة لشرع الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنّة صحابته، واستعجال حفظه في (60) يوماً مخالفة أخرى لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم) وَفْقَ ما ذكرته من قول الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه»، [ولا يجوز الاستدلال بأي من الآي والأحاديث على مشروعية التّحفيظ دون تفهيم؛ الأمر الذي لجأ إليه الأعاجم بمسوّغ العجمة وتنافس العرب على التّأسّي به دون مسوِّغ]، وما نُقِل عن الصّحابة رضي الله عنهم مِنْ تعلُّم الإيمان قبل القرآن وأنّهم لا يتجاوزون عشر آيات إلاّ بعد أن يتعلّموا معانيهنّ والعمل بهنّ، ومَدَحْتُ مدارس تحفيظ القرآن وحِلَق التّحفيظ الحكوميّة وطالبْتُ بضمّ كلّ نشاط للتّحفيظ إلى وزارة التّربيّة والتّعليم السّعوديّة ضماناً للجمع بين التّحفيظ والتّفهيم وتلافياً لمعاصي الشبهات والشّهوات التي حدثت بسبب عزل التحفيظ عن المدارس والمساجد بجدار أو دار، وبسبب خلوة الحركيّين والحزبيّين – وعامة المحفّظين منهم – بالحافظين – دون فهم – في الرّحلات والخلوات، وحفظاً للأموال من عبث العابثين. وفقكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه، تعاوناً على البرّ والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم/227 في 1428/10/29هـ.