من سعد الحصين إلى عادل بن إبراهيم المرشود
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الاستاذ/ عادل بن إبراهيم المرشود، رزقه الله كلمة العدل في كلّ حال وألهمه الرشد وجعله من الهداة المهتدين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فأشكر الله ثم أشكركم على إطلاعي على شيء مما كتبتم عن صلاة التّراويح في المسجد جماعة، وأرى لنفسي ولأخي:
1) التركيز على الأمور الواضحة الجليّة مثل نشر إفراد الله بالعبادة والتحذير من إشراك غيره معه في العبادة الأمر الذي بدأت به كلّ رسالة مهما اختلف الزّمان والمكان والحال، وعدم الانشغال عنه بما دونه.
2) تجنّب تسويد الأوراق في الخلافيّات فضلاً عمّا اتفقت عليه الأمّة منذ الخلافة الرّاشدة المهديّة في عهد عمر الذي أمرنا بالاقتداء به.
3) سبق أن كتبت للشيخ العبيكان (وأرسلت للإخوة نسخة منه) آملاً ألاّ يصرف الوقت والجهد والمال في مثل ذلك (وقت الصّلاة وفكّ السّحر بالسّحر والاستعانة بالجنّ المؤمنين أو الرّحمانيين كما يدّعي العرّافون والسّحرة والمشعوذون) لأن هذا سيشغل الأمّة عما هو أهم من دينها الحقّ. وهذا إسراف وراءه حقّ مضيع كالعادة.
4) يذكر الشيخ عبد الله منيع من هيئة كبار العلماء أن المفتي محمد بن ابراهيم رحمه الله هجره سنة كاملة لكتابته عن ذبح الهدي في أيّ يوم من عشر ذي الحجّة ثم قال: لم أهجرك لأنك قلت ما لم يقله أحد قبلك أو أنك أتيت بدليل لم يستدل به أحد قبلك، ولكن لأنك خالفت جمهور فقهاء الأمّة منذ العصر الأول وأشغلت نفسك وغيرك عما هو أهمّ.
5) لقد تخرجت من كلية الشريعة قبل نصف قرن وقبل أن تتجزّأ وتضعف مدارك المعلمين والمتعلمين أكثر وأكثر، ولكنّي لا أتقرّب إلى الله بالبحث عن مخالفة لفقهاء الأمّة في أمر نافلة فانشغل به وأشغل به عن الحق الأبلج الذي لا يكاد يعرفه أكثرها. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركات.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم/ 138 في 1428/6/19هـ.