من سعد الحصين إلى الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة الأخ في الدّين وفي وطنٍ أُسِّسَ من أوّل يوم على الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة الشيخ/ حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النّبوي وفقه الله لرضاه.

سلام عليكم ورحمة الله وبكاته.

أما بعد: فقد استمعت إلى خطبتكم الأخيرة يوم 2/16 ورأيت إبداء ما يلي تعاونا على البر والتقوى ونصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم:

1) طالت الخطبة أكثر من المعتاد، وكانت خطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم قصداً كما في صحيح مسلم.

2) وقصرت الصّلاة أكثر من المعتاد، وفي صحيح مسلم: «إن طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطبة».

3) تعرّضت الخطبة للحوادث والطّوارئ، ولم يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم (ولا خلفاؤه ولا أصحابه ولا أتباعه – قبل القرن الأخير -) تعرّضت خطبة واحدة من خطبه الجمعة للحوادث والطّوارئ على عِظَم وخطر ما مرّ به منها.

4) خلت الخطبة من تعليم النّاس دينهم في الاعتقاد أو العبادة أو المعاملة، وما فُرِضَت الخطبة يوم الجمعة إلاّ لهذا، وأكثر المسلمين في حاجة شديدة له، وقد رأيتم محاولات المبتدعة – في جريدة المدينة وغيرها – المتكرّرة لتزيين إحياء الآثار الدّينيّة: المولد ومسجد بني قريضة ومسجد العريص ونحوها وكنت آمل من نسل محمد بن عبد الوهاب رحمه الله – قبل غيرهم – بيان وجه الحقّ في ذلك: في الجريدة، أو في الخطبة إذا أجيز إخضاعها للمناسبات، والدّفاع عن الدّين أهمّ من الدّفاع عن الأرض وبخاصّة أرض العراق وأهله: 60% شيعة و40% بين مبتدعة المنتمين للسّنّة، والنّصارى، واليزيدية…الخ.

5) استشهدتم بالتّاريخ أكثر ممّا استشهدتم بنصوص الوحي خلافاً للسّنّة وفقهاء الأمّة في القرون المفضّلة. والتاريخ ظنّيّ على أحسن أحواله فلا يجوز العدول إليه عن اليقين من الوحي والفقه فيه.

6) ذكرتم خبراً عن (الأصابع الخفية) وراء الأمر، وهذا ما يردّده الصّحفيّون الجهلة بشرع الله، وما دامت (خفيّة) فكيف أحاطوا بها.

7) حديث الظّنّ والخيال لا يجوز إدخاله في عبادة مفروضة ولا نافلة، وهو يليق بالحركيّين والحزبيّين والصّحفيّين والمهرّجين، لا بعلماء أو طلاّب علم الشريعة، ممن ائتمنهم الله على شرعه في أقدس بيوته في بلاد ودولة الدّعوة.

قال الله تعالى: {إنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا} وقال الله تعالى: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى}.

أرجو من الله ثمّ من أخي الكريم أن يردّ الأمر إلى الله ورسوله وأن يحرص على موافقة الحقّ وإن خالفه الأكثرون: {وإن تطع أكثر من الأرض يضلّوك عن سبيل الله إن يتبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ يخرصون}، وقد أهّلكم الله للدّعوة الحقّة.

وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى، وتحذيراً من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم50 في 1424/2/20هـ.