من سعد الحصين إلى معالي الوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [5]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدّعوة، نصر الله به دينه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

1) طلبتُ من سموّ الأمير/ عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله إعانة المؤسّسة الخيرية في الطائف لتعليم القرآن والسّنّة لما تتميّز به من الجمع بين القرآن والسّنّة والجمع بين التّدبّر والحفظ تصحيحاً للتّقليد المتّبع القاصر على التّحفيظ في بلاد العجم ثم في بلاد العرب تأسّياً بالعجم.

2) طلب مكتب الأمير رأي الوزارة فتجاوزت الادارة العامّة لجمعيات تحفيظ القرآن بالوزارة فرع الوزارة في الطائف وطلبتْ رأي جمعية تحفيظ القرآن في الطّائف.

3) زرتُ الادارة العامّة بالرّياض وذكّرتُ فضيلة المدير العام بأنّ الجمعية خصم للمؤسّسة منذ البداية؛ طالبت الإمارة والوزارة مراراً بالقضاء عليها حتى لا تشاركها في جمع التبرّعات – فيما ظهر لي – ولا يوثق في رأيها، وأن الأَولى طلب رأي الفرع.

لم ير فضيلة المدير العام تغيير التّقليد الرّوتيني الخاطئ بعزل الإدارة العامّة لفرع الوزارة عن قضايا التّحفّظ ووعد بمراعاة خصومة الجمعيّة للمؤسسة عند النظر في تقريرها.

5) ومع احترامي (أو عدم احترامي) للرّوتين الخاطئ فإنّي – بعد تعرّفي على الجمعيّة والمؤسّسة ووجهة نظر كلِّ من فضيلة مدير عام جمعيّات التّحفيظ وفضيلة مدير عام فرع الوزارة – أرى في هذه القضيّة خاصّة وعامّة أن تخاطِبَ الوزارة فروعَها في كلّ ما يتعلّق بتحفيظ القرآن مثل كلّ علاقة أخرى، وأن يكون مدير عام الفرع في المنطقة ومديرو الفروع الأخرى قائمون على جمعيّات التّحفيظ وممثّلون في مجالس إدارتها، حتى لو لم تتخذ الجمعيّات المساجد مقرّاً لنشاطها فكيف وأكثرها يفعل ذلك فيحدث التناقض بين مسئوليّة الفرع عن المسجد وعزله عن مسئوليّته.

6) وبالمناسبة؛ فإنّ جمعيّة التّحفيظ في الطّائف – ومثلها كثير – تسرف في صرف أموال وعواطف المحسنين، وجهود العاملين والمستفيدين وأوقاتهم في الحركيّة التي تشغل المسلم بالمهمّ (الحفظ) وهو نافلة عن الأهمّ (الفريضة) وهو التدبّر للتعلّم والعمل مُخَالِفَةً ما قامت عليه هذه البلاد والدّولة المباركة من عهد بين الأئمّة بنشر التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك والبدعة، ولم يُعْرف عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا الشيخ محمد بن ابراهيم ومن بينهما رحمهم الله وأثابهم أجرا عظيماً إشغال الأمّة بالتّحفيظ والتّجويد عن التدبّر والعمل حتى جاء باكستاني لا يُعرف بتوحيد ولا سنّة تجاوز الله عنه فسلّمه أهل التوحيد والسّنّة زمام دينهم.

ولقد سمعتْ أذني أحد كبار القائمين على جمعية التحفيظ بالطّائف يردّد خرافة المودودي تجاوز الله عنه عن أهمّية شرك القصور وأوّليته على شرك القبور ردّاً على طلبي الاهتمام بنشر إفراد الله بالعبادة ومحاربة الإشراك بالأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد.

7) وبالمناسبة؛ فإن مؤسّسة تعليم القرآن والسّنّة في الطائف والرّياض وغيرهما لهي خير تصحيح عمليّ لانحراف جمعيّات التحفيظ وانصرافها عن الفرض إلى النافلة – إن لم يكن إلى الحزبيّة والفتنة -.

آمل النّظر فيما ذكرت، وقد ترون الاستعانة بالله ثمّ بمؤسّسة إداريّة مثل معهد الادارة العامّة لدراسة الهيكل الإداري لجمعيّات التّحفيظ، وعلاقاتها الادارية، ومستوى القصد أو الاسراف في نفقاتها فقد فهمت أن جمعيّة التّحفيظ في الطّائف – مثلاً – تصرف رواتب لكبار موظّفيها لا يحلم بها القائمون عليهم في الوزارة فضلاً عن الاسراف في المبنى ونفقات التشغيل والصّيانة.

8) والأمر العاجل: التفضّل بتوجيه الإدارة العامّة لجمعيات تحفيظ القرآن بالوزارة بإحالة طلب مؤسسة تعليم القرآن والسّنّة بالطّائف إلى فرع الوزارة هناك لإجابة مكتب الأمير عبد العزيز أو تصحيح الاجابة حسب تقرير الفرع في الطائف.

وفقكم الله لنصر منهاج النبوة في الدّين والدّعوة وسدّد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الاثم والعدوان.

الرسالة رقم57 في 1425/4/5هـ.