من سعد الحصين إلى الوالد الشيخ عبد العزيز بن صالح [سدّ باب الشرك والشر]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى الوالد الشيخ/ عبد العزيز بن صالح وفقه الله لطاعته وختم حياته بنصر شريعته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرجو الله لكم خير الدنيا والآخرة.

أما بعد: فبمناسبة توسعة المسجد النبوي بحثت مع بعض الإخوة ورأيت أن أبدي لكم رأياً أجد فيها سدّاً لباب كبير من الشرّ والشرك لا يظنّه داخله إلا من أبواب الهدى والرشاد.

1) تعلمون ما لبّس الشيطان على كثير من المسلمين من باب الغلوّ في حبّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى درجة الطواف حول قبره والتسابق إلى صلاة الفريضة والنافلة فوق دكّة الأغواث حتى يكون القبر قبلتهم، ولقد شهدت دكة الأغواث أو على الأصح دكة القبوريين هدانا الله وإياهم تفيض بمن فيها والصفوف الأولى ناقصة، واقترحت قبل عام وبمناسبة البدء في أعمال التوسعة عزل الجانب الشرقي والشمالي من الحجرات ولو برفوف المصاحف من باب النساء شمالاً بعد إزالة دكة الأغوات (التي لا فائدة فيها إلا تخصيص مكان للشرك بالله في أهم العبادات بعد الشهادتين واعتراض طريق المصلين والزائرين) إلى المئذنة وغرفة انتظار أئمة المسجد وتخصيص هذا الجانب لزيارة النساء وضيوف الدولة حفظاً لحقوق المصلّين وأمن الضيوف وستر النساء وقطعاً لطريق الطائفين بالقبر.

2) ليس في المسجد النبوي علماء (باللغات غير العربية) يبيّنون للمسلمين طريق العقيدة الصحيحة الصافية، والمسلمون خارج المنطقة العربية كما هم داخلها أحوج ما يكونون لذلك، لقد اختصنا الله واصطفانا (وله الحمد والشكر) بصفاء العقيدة حيث لا يكاد يوجد بلد من بلاد المسلمين أو مجتمع من مجتمعاتهم خالياً من الأضرحة خارج منطقتنا، ولا يكاد يخلو مسجد من القبور والبدع الشركية وغير الشركية، في مصر يحجّ إلى قبر البدوي سنوياً ضعف عدد الحجاج إلى بيت الله، وبلاد المغرب قائمة على الخرافة والطرق الصوفية والبدع والأضرحة، وفي بلاد الشام يلحق ببعض الأضرحة مطبخ لكثرة الذابحين لصاحب الضريح أو عنده قربة لله، والضريح المنسوب لأبينا ابراهيم عليه السلام في مدينة الخليل من فلسطين مقام عليه مسجد يسمى الحرم الإبراهيمي ويتقرب آلاف المسلمين بالصلاة فيه أمام القبر وخلفه وعن يمينه وشماله، ويدلى زيت الزّيتون وقت جنيه وعصره في حفرة داخله قرباناً لصاحب الضريح، وهؤلاء هدانا الله وإياهم مسلمون صالحون سنّيّون في العرف العام يكرهون الفواحش ويتسابقون إلى المساجد ومن هذه البلاد انتشرت العدوى لأكثرية المسلمين الأعاجم في القارة الهندية والافريقية وجنوب شرقي آسيا.

وهذا الأمر العظيم الذي أرسل الله من أجله كل رسله أمانة في أيدينا سيحاسبنا الله على ما حفظنا منه وما ضيّعنا، ولا أقلّ من أن نهيء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منبع الهدى ليكون قدوة صالحة ومدرسة صالحة للعقيدة.

3) وبالمناسبة أرى أن تسعدونا بإمامتكم للصلاة الصبح كالعادة وألا تترك الامامة للشيخ الأخضر أو غيره، وعموماً ألا يسمح بإمامة الناس في الحرمين إلا لمن وثق في عقيدته علماً وتطبيقاً لأنه في المستقبل سيهدي به الله إن شاء الله أو يضل به خلقاً لا يحصيهم إلاّ خالقهم من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم التي حملنا الله مسئولية قيادتها في أهم شرائع الدّين: صرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له.

أحببت الاتصال بكم حول هذا الأمر الذي غفل عنه أكثر المسلمين علماء وعوام ودعاة إلى الله، والدعاء لكم بالحياة الطيّبة وحسن الخاتمة، ولي دالّة عليكم باعتبار نفسي أحد صغار أولادكم، وفقكم الله،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم/261 في 1407/8/27هـ