من سعد الحصين إلى عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة الأخ في الدّين وفي وطنٍ أُسِّس على الدّعوة إلى منهاج النبوّة في الدين والدعوة من أوّل يوم الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ المدير العام لإدارة النّشر وتقويم المطبوعات، وفقه الله لطاعته ورضاه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فإجابة لرسالتكم رقم 924/3/6 في 1423/2/21 إليكم ما يلي:

1) أؤكد ما سبق أن ذكرته من أنّ من المصلحة الشّرعيّة والعقليّة تعديل الفقرة (أص13) من طبعة لجنة الدعوة في الإغاثة.

2) وأؤكّد ما سبق أن ذكرته من ضرورة إضافة الأدلّة من الكتاب والسّنّة إلى نواقض الإسلام الثاني والثالث والرّابع (في طبعة الإغاثة)، والتّأكد من دليل الخامس والثامن، وتغيير العاشر على النّحو الذي تجدونه في الكتيِّب المرافق (ألا لله الدين الخالص ص20-25) أو ما ترونه خيراً.

3) وإليكم بحثا عن الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب قد تجدون مناسبة لنشره أو جزء منه كتبته وفق أبواب مقترحة قبل سنوات.

4) لا أوافق أخي في الدّين (طالب العلم) على أكثر افتراضاته والتزاماته وإلزاماته، وأرى أن أسلوبه ملائم لسوق الحراج أكثر من ملائمته للنّقاش العلمي هداني الله وإياه لأقرب من هذا رشداً وعفا عني وعنه وعن كلّ مسلم.

ولا أرى أن ذمّتي ولا ذمّته تبرأ بالنّقل من الجرائد وكتب الفكر (ولو وُصِفَتْ زورا بالإسلاميّة) دون تثبّت، والحكم بها.

وأرى في حكمه ص2: (عدم جواز التعديل في كتاب الغير ما لم يأذن به الله) طاعة لقانون حفظ الحقوق الوضعي الأوروبي أكثر من الالتزام بحدود الشريعة، وما زال فقهاء الأمة يهذّبون ويختصرون ويضيفون ويحذفون وخاصّة فيما يتعلق بتوكيد قول البشر بالدّليل من الكتاب والسّنّة.

واحترامنا لعلمائنا وشكر الله على فضله عليهم وبهم والدّعاء لهم كلّ ليلة بعد الدّعاء للوالدين لا يمنعنا من النّظر فيما كتبوا وبخاصة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان أهمّ ما يميّز كتبه الحرص على الدّليل من الكتاب والسّنّة، وعلى نهجه مضى الوالد الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمهما الله، وقد كتبت له كثيرا في حياته – مثل غيري – من طلاّب العلم وانتقدت بعض فتاواه ورسائله وكتبه، وعدل عن بعضها وثبت على بعضها أسكنه الله فسيح جناته ومن سبقه ومن يلحق به من أمثاله المهتدين بكتاب الله وسنة رسوله.

وكلٌّ يؤخذ منه ويترك، وهالة العصمة والقداسة التي زيّنها الشيطان للشّيعة والمتصوّفة هي من أسباب ضلالهم، وكلّ ابن آدم خطّاء…{ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}، والعصمة من الخطأ لرسل الله وحدهم.

5) ومرة أخرى آمل الرّجوع إلى طبعة لجنة الدعوة في الإغاثة (فقد يتغيّر ترقيم النواقض، وليست بين يديّ الآن) والتّعديل.

6) وأكرّر شكري لله ثم لكم ولأخي (طالب العلم) على الحرص والاهتمام وحسن النّيّة، وأدعوا الله أن يحقّق صلاح النّيّة وصلاح العمل، وأن يجبر النّقص ويعفو عن التّقصير. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملحوظة:

طالب العلم أو الفكر المذكور لم يكتب مرّة واحدة عن إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه على كثرة كتاباته وعنترياته، هداه الله وهداني وهداكم والمسلمين جميعا لأقرب من هذا رشدا.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم/110 في 1423/4/22هـ.