من سعد الحصين إلى عبد المجيد فوزي مصلح [الدعوة إلى الله على منهاج النبوة]

بسم الله الرحمن الرحيم

 من سعد الحصين إلى فضيلة الأخ في الدّين/ عبد المجيد فوزي مصلح، أصلح الله حاله ومآله في الدّنيا والآخرة، ونصر به دينه.

سلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد سررت لتلقّي كريم خطابك بتاريخ الفكس 2003/9/6 والتّاريخ الحقيقي لوصوله 1424/11/9.

وسررت لموافقتك على المحافظة على منهاج النّبوّة في الدّعوة، وإن رغب عنه أكثر الدّعاة السّلفيّين فضلاً عن الحركيّين والحزبيّين.

أمّا ملاحظتك قلّة من يحافظ على هذا المنهاج الشرعي اليقيني وانحراف البعض (بل الأكثرين) إلى مناهج الفكر الظّنّي؛ فهي مطابقة للواقع في هذا العصر (بل في كلّ عصر)، ومطابقة لسنّة الله في خلقه ولِوَحْيِه في الكتاب والسّنّة: فنوح عليه السّلام أوّل أولي العزم من الرّسل، ومعه وحي الله ومعيّته، ومعه خير منهاج وخير خُلُق (وبخاصّة الصّبر والعزم والثبات)، ولبث في قومه {ألف سنة إلا خمسين عاماً}، {وما آمن معه إلا قليل}، وهذا رسول الله (محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم) سيّد ولد آدم يوم القيامة وخاتم النبيّين. بدأ الانحراف الفكري في المنتمين إلى الدعوة إلى سبيله منذ منتصف القرن الأوّل (خير القرون) وتقربوا إلى الله بقتل خليفته عثمان وخليفته عليّ خير الأمّة بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم وأرضاهم جميعاً.

والمهمّ يا أخي الثبات على منهاج النّبوّة: والاعتقاد ثم العبادة ثم المعاملة لكلّ مكلّف صغيرا أو كبيراً ذكراً أو أنثى مسلماً أو كافراً، أما النتائج فلا يجوز أن يحسب الدّاعي إلى الله لها حساباً؛ لأنها مما اختصّ الله به نفسه: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء} نزلت في حال عمّه أبي طالب الذي آواه ونصره ودخل في الشِّعْب محصوراً معه.

وقال الله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}، {ولكنّ أكثر الناس لا يؤمنون}، {وما يتّبع أكثرهم إلا ظنّاً إنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً}، {وقليل من عبادي الشكور}.

ومن أعظم نعم الله على عبده الداعي إليه – بعد تثبيته على المنهاج الشرعي – أنّه لا يحاسبه على النتيجة: {إن عليك إلا البلاغ}.

ولكنّ الدّاعي إلى الله على منهاج النّبوّة يستبشر إذا عرف داعياً آخر يسلك مسلكه اليقيني، ولا يوقفه أو يعوقه أو يشككه قلة السّالكين، فهذه هي القاعدة لا الاستثناء ومنذ بعث الله أوّل رسله حتى تقوم السّاعة.

ثبّتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، وأعاذنا من تسويل النفس ووسوسة الشيطان: أخطر الأعداء، وأكثرهم مثابرة، وأقربهم إلى العبد، وأدْوَمهم في العداوة حتى يلقى العبد ربّه.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم/166 في 1424/11/10هـ.