من سعد الحصين إلى معالي الوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [3]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي الوزير الشيخ/ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أعلى الله مقامه بخدمة دينه ونصر به منهاج النبوّة في الدّين والدّعوة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد:
1) فقد ابتدع أحد السّوريّين المبتدعة كتابة آيات الله ملوّنة لبيان المدّ والإدغام وما لا ينطق، وأعانه على تسجيله بصوته أحد دعاة كفتارو ورئيس الطّريقة النقشبنديّة هناك، والنتيجة تجارية.
وكعادة أكثر المسلمين سارع كلّ إلى نشره واقتنائه، وحتى لا تتخلّف الإذاعة المرئية في بلد التّوحيد والسّنّة عن الرّكب، بدأتْ في إذاعته، وأخشى أن يسارع المجمّع في المدينة النبويّة إلى طباعته كعادته أخيراً (بل أولاً وأخيراً) في الاهتمام بعدد (الإصدارات) ومن ورائه الاسراف الذي لا يحبّه الله، ولا يقبله العقل السديد، (في الأزمة الماليّة بخاصّة) ويشتري حقّ الطّبع كما فعل من قبل دون ضرورة.
2) وليس من شرع الله زخرفة المصاحف ولا المساجد(1)، والزّخرفة والتّلوين ترفع التّكلفة ولا خير فيها، ولم يتعبّدنا الله بعدّ حركات المدّ والإدغام، ولا يعين ذلك على التدبّر الذي هو الغاية الأولى من نزول القرآن بل يعوقه، وبعض احكام التّجويد المتداولة مخالفة لما ثبت في السّنّة، وأكثرها تكلّف وتقعّر مخالف لمنهاج النبوّة، وقليل منها ما يوافقه.
3) وأكثر الإصدارات تفرّق المسلمين على كتاب الله، وقد جمعهم الله عليه.
وإذا قبلنا إصدار قراءة ورش لأن أكثر المغاربة يقرأون بها، فلماذا نطبع مصحف الناطقين بالأوردو، وهو مليء بالمخالفات، مع أنّه على قراءة حفص. ولعلّ الله أصلح بالتفسير الميسّر وترجماته بقيّة المخالفات.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) «إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم»، (الحكيم) عن أبي الدرداء. قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 585 في صحيح الجامع.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه. تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم234 في 1420/6/17هـ.