من سعد الحصين إلى المدير العام للعلاقات العامة والإعلام [ملاحظات على الملتقى الثقافي الإسلامي]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة المدير العام للعلاقات العامّة والإعلام عمّهم الله برحمته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فإجابة لرسالتكم بلا رقم وأرسل بتاريخ 1421/5/3 حول ما يسمّى بالملتقى الثقافي الإسلامي بعنوان: (الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في أوروبا: نظمها وأهدافها وآثارها) آمل الاحاطة بما يلي:

1) أرى أن أكثر هذه الملتقيات (مثل التي تقيمها النّدوة العالمية للشباب المسلم ورابطة العالم الإسلامي) مضيعة للوقت والمال والجهد.

2) وهي في أغلب أحوالها تخالف منهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة الذي ميّز الله بلادنا ودولتنا المباركة بالتأسيس والقيام عليه من أوّل يوم.

3) وأكثر القائمين عليها والمستفيدين منها لا يحصلون على أكثر من المال (بدل الانتداب أو الغربة) والطّعام على حساب الدّولة المباركة، وتبديل المكان والجوّ.

4) ما تفقده هذه الجمعيّات والمؤسّسات والمراكز – في أكثر احوالها: المنهاج، ولا ذكر له في العنوان؛ فأكثرها مثل الملتقيات تقوم على الفكر والثقافة الموصوفة بالإسلامية – زورا -. والفكر والثقافة غير الوحي والعلم.

5) الآثار والنتائج هي من أمر الله وعلمه وحده، والاهتمام بها (في أكثر الأحوال) يشغل عن الاهتمام بما أمر الله به من اتباع منهاج النبوّة في كلّ أمر من أمور الدّين والدّعوة إليه.

6) تفيد هذه الملتقيات – قطعاً، ولو لم نر الآثار والنتائج ولم نترقّبها – لو مشينا على خطا مؤسسي هذه الدّولة المباركة بتجديدها للدّين والدّعوة على خطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته وتابعيه وبخاصّة في القرون المفضّلة:

نشر توحيد الله بالعبادة والنّهي عن الشرك به سبحانه في العبادة أولاً وقبل كلّ شيء ثمّ بقية أحكام الاعتقاد وأحكام العبادات ثم أحكام المعاملات.

7) والأهداف ليست غير ذلك بالدّرجة الأولى.

8) أما التنظيم العصري الذي يتحوّل إلى غاية – مع الأسف – وهو لا يتجاوز أن يكون وسيلة صالحة أو طالحة.

9) وحتى الوسيلة – في رأي الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء وفقهم الله – توقيفيّة؛ يكفينا الوسيلة التي أرسل الله بها جميع رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين: الكلمة من نصوص الوحي وفقه الأئمّة الأول في هذه النّصوص.

10) أما الأدوات فليست الجمعيات والمراكز في حاجة إلى من يذكّرهم بها أو يحثّهم على استعمالها، إنما الخطر من الاسراف والافراط لا التفريط والقصد، ولهم أن يأخذوا منها ما يحتاجون.

11) وفي الختام أوجز القول بأن (الملتقى) الذي اختاره الله لكلّ رسله ولكلّ من أرسلهم إليهم: دروس الشريعة أو حِلَق الذِكر لتعليم الخلق ما اختار لجميع رسله من منهاج الدّين والدّعوة.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى.

الرسالة رقم166 في 1421/5/3هـ.