من سعد الحصين إلى سعد بن عبد العزيز الراشد
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي وطن الدّعوة إليه/ د.سعد بن عبد العزيز الرّاشد، أسعده الله وأعزّه بطاعته وهيّأ له من أمره رَشَداً.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد تلقيت قبل يومين رسالة منكم برقم63/63 في 1420/1/3 ومعها نسخة من الموسوعة جزاكم الله خير الجزاء:
1) كنت آمل أن تكون الموسوعة خيراً من واقعها، ولكن لعلّ الوقت ومناسبة تذكّر دخول الملك عبد العزيز رحمه الله الرّياض (في بداية إعادة توحيد أقطار المملكة المباركة على التوحيد والسّنّة ونبذ مظاهر الشرك والبدعة)، لعلّ ذلك لم يساعد القائمين على إعداد الموسوعة على أكثر من هذه النتيجة.
2) كان وزير المعارف وفقه الله لطاعته طلب مني المساهمة في تقديم المعلومات التي أرى فائدتها لهذا الغرض، ولأني عرفت من نفسي العجز والتقصير والنقص عن المساهمة بالشكل العصري، فقد اغتنمت المناسبة لتقديم مثال عن التعليم وطالب العلم في تجربتي الخاصّة لعلّ القائمين على الموسوعة يستطيعون استخلاص شيء ذي بال من هذه التجربة يضيف جديداً أو يؤكّد بعض ما قدّمه غيري.
وإليكم نسخة منها، وستلاحظ شذوذها عن النّمط المألوف.
3) إليكم نسخة من رسالة للوزير لعلك تعينني بقبول محتواها أوْ رَدِّه.
4) وأمر أقرب إلى اختصاصك: الوزارة (في محاولتها الاحتفاظ بالآثار) اهتمت بما يسمّى الآثار الاسلامية، واستعمل الشيطان جهلة الباكستانيين لمحاولة تحويلها إلى أوثان، وتعلمون نهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن مجرّد دخول آثار الكافرين إلاّ أن يكون الدّاخل إليها باكياً، وورد عن عمر رضي الله عنه نهيه عن تتبّع آثار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للصّلاة فيها، وقوله: ما أهلك من كان قبلكم إلاّ تتبّعهم آثار أنبيائهم، فكيف بمن دونه؟ وهذه البلاد وهذه الدّولة المباركة ميّزها الله بنشأتها على تجديد الدّين في عهد الامامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله وإزالة آثار الشرك والابتداع، ثمّ بإعادة التجديد في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وتوحيد معظم جزيرة العرب على ذلك، واليوم: في كلّ خطب خادم الحرمين (أعزّه الله وحفظه قدوة صالحة) تذكير بقيام هذه الدّولة المباركة على هذا المنهاج النبوي ووجوب المحافظة عليه.
ومحاولة الخروج على هذا المنهاج إلى مناهج البشر الفكرية الظّنّية خيانة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم: «الدّين النّصيحة، لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
5) وقد بلغني ممن أثق به ويثق به الوزير (ولذلك أفضى إليه بما لا يفضي به لغيره) وجود اتجاه في الوزارة في عهده إلى تغيير منهاج الدّين والدّعوة بحجّة ملاءمة العصر، ولا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أولها، فليتق الله موظّفوا دولة الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة أن يؤتى الاسلام والمسلمون والدولة من قبلهم.
6) ولعل أخي الكريم (بقربه من الوزير والوزارة) أن يعينني على تذكيرهما بهذا، والصبر على ثقل تقديم النصيحة وثقل قبولها.
7) استفدت من الموسوعة في امرين؛ الأول: كتابة تجربتي وكنت أسوّف ويمضي الزّمن، والثاني: الاتصال بكم والتعاون على البرّ والتّقوى.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم37 في 1420/1/18هـ.