من سعد الحصين إلى عبد الله بن صالح با منيف – دار النفائس

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى الأخ في الله/ عبد الله بن صالح با منيف – دار النفائس وفقه الله لطاعته وبلّغه رضاه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فإجابة لرسالتكم حول طبع مهذّب تفسير الجلالين فقد اتفقت قبل أشهر مع دار البشير والرسالة (رضوان دعبول) في الأردن على طبعه على ورق 70 كرام على أن يطبع من (3000) نسخة بسعر دينار أردني للنسخة (5.30 ريال)، وسلمتهم ثلاثة آلاف دينار والنسخة المطلوب طبعها، بشرط عدم حفظ حقوق للطبع وإزالة أي زخرفة مما تعوّد عليه النّاس في العصور المتأخّرة مع مخالفته للشريعة.

ومع أنّ السّلف تحرّجوا من التّنقيط سدّاً للذّريعة خشية التغيير والتبديل والاضافة فقد توسّع النّاس فوضعوا التشكيل ثمّ إشارات التجزئة والتحزيب والسجود والسكت، ثم وضعت الفهرسة وعلامات الضبط، وإذا كان لكلّ هذا أو بعضه شيء من الفائدة فقد أضيف ما لا فائدة فيه وما ليس له علاقة بالشريعة بل عدّه بعض السّلف من البدع مثل دعاء ختم القرآن، وأسوأ من ذلك زخرفة الغلاف وصفحة الفاتحة وبداية سورة البقرة والفواصل بين السّور، وقد ورد إنكار النّبي صلى الله عليه وسلم تحلية المصاحف وزخرفة المساجد، وأنكر النبيّ صلى الله عليه وسلّم الصلاة إلى القرام المزخرف والصلاة في الثوب المعلّم.

وأذكر أن أول كتاب ظهر بغلاف ملوّن قبل خمس وثلاثين سنة كان لقصائد نزار قبّاني الماجنة وقارن الشيخ/ علي طنطاوي – أحسن الله ختامه – يومها هذه البدعة الدّنيوية بتبرّج المومسات. واليوم يتكلّف المسلمون كثيراً من الزخرفة والبهرجة في تجارة الكتب الدّينية، بل وفي المصاحف.

وقد نهجت في كلّ ما طبعت على خلاف ذلك، فكلّ ما لا حاجة له فهو إسراف لا يحبّه الله، وكلّ ما أحدث في الدّين فهو بدعة ضلالة.

والله سائلنا عما نقول ونعمل وننفق، ونستغفر الله ونتوب إليه من الزلل والجهل ومن كلّ ذنب.

ولقد لاحظت أنّ اليهود والنصارى لم يقعوا في هذا الخطأ فهم لا يرون التلوين والزّخرفة في الكتب الدّينيّة لأنه لا فائدة منها وحتى لا ينصرف نظر القارئ عن العنوان وهو يحمل فحوى الكتاب في كلّ كلمة أو كلمات، ولا عن اسم المؤلف وأثره من خير أو شرّ.

واكتفى الشيطان منهم بتحريف الكتب المنزّلة وتتبديل الدّين.

وقد ابتلينا بالزّخرفة أيضاً في أشرطة التسجيل سواء بالشكل والتغليف أو بطريقة التسجيل، والله المستعان.

وقد اتّصل بي الشيخ/ عليّ وأخبرني بوجود نسخة عنده في الرّياض وأنّه سيعمل على صفّها واطلاعي على نسخة منها، ولا مانع لديّ من النّظر في أمر الاتفاق معكم أو غيركم على طباعتها بمثل أو أقلّ من تكلفة الاتفاق مع دار البشير وبنفس المواصفات والشّروط.

وفقنا الله وإياكم لطاعته وبلّغنا وإياكم رضاه، وجعلنا وإياكم هداة مهتدين على سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم137 في 1415/7/22هـ.