من سعد الحصين إلى محمد بن ناصر العبودي [5]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي الأخ الكبير في الدّين وفي وطنٍ أُسِّس من أوّل يوم على منهاج النبوّة في الدّين والدّعوة الشيخ/ محمد بن ناصر العبودي أعلى الله مقامه في الدّارين بطاعته والدّعوة إلى سبيله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: لاحظت في درسكم بعنوان: الدّعاة إلى الله ما يلي:

1) العنوان يشير إلى فضل الدّعوة وإعانتها وليس أهم ما فيها وما ينقصها وبخاصّة في الرّابطة.

2) ولا عجب بعد ذلك أن يحتفي بها زميلي وصديقي الأستاذ سمير راضي لأنه لم يجد فيها ما ينسبه إلى الوهّابيّة من تشدّد وتزمّت بإنكار البدع الشّركيّة فما دونها التي يظنّ وكثير من أمثاله أنّها الدّين، هدانا الله وإياهم جميعاً لأقرب من هذا رشدا.

3) في ص6 و7 دعوى كنّا ننكرها من المفكّرين الموصوفين زوراً بأنّهم (إسلاميّون) من (مفهوم كلامهم) ولأوّل مرّة أقرأ منطوقها صريحا من فكر عالم شرعيّ: (أنّ النّاس طيلة 14 قرناً لا يتصوّرون) معنى قول الله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم الحقّ} ولا عجب بعد ذلك أن يبقى بعض الناس على فكرهم؛ فعلى هذا المعنى: إما أنّ الله لم يرهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم أو أن الرسول (صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومتبعي سنّـه) (لم يبيّن) ولم (يَفْهَم) الصّحابة والتابعون وتابعوهم في القرون المفضّلة ومن سار على نهجهم حتى جاء الفكر الظّنّي بما يسمّى زوراً (الاعجاز العلمي في القرآن) بعد 14 قرنا؛ تعالى الله عمّا يظنّون وتنزّه عن ذلك الرّسول وأتباعه.

والحقّ أنّ الله تعالى صدق وعده وأنّ رسوله بلغ رسالته من الوحي اليقيني وفقه أئمة القرون المفضّلة في نصوصه، ولم يبق للفكر الاسلامي الظّنّي المبنيّ على نظريات الكافرين الظّنّية ما يضيفه، وقد قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} سواء في (مبادئ الاسلام) أو غيرها.

4) وفي ص7 تأكيد بأن هذا لا يوجد في (الكتب السّماوية) الزبور والتوراة والانجيل! لماذا؟ أليس الكلّ من عند الله؟ أليس الجميع مطالبين بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وحده؟ ثم هل هذه الكتب في أيدي اليهود والنصارى هي حقيقة ما أنزل الله، أو حذف منها وأضيف وبُدِّل وحُرِّف وغُيِّر؟.

5) ص11 قرّرت الحكومة السّويديّة تشجيع نشر الدّين (دينها أوّلاً وغيره تبعاً من أجل الدّيموقراطية) لتخفيف مشكلة الانتحار! إذن لا فرق بين دين الحقّ ودين الضّلال، وبين مناهج الحقّ ومناهج الضّلال؟ هذا ما يظهر من ص12: (إذاً المتديّن)…الخ.

6) لا أثر للحثّ على منهاج النبوّة: الكتاب والسّنّة (في الدّعوة) ولا الحثّ على إنكار البدعة وأعظمها: عبادة (دعاء) الأموات في المشاهد والمزارات، إلاّ سطر واحد عام يفهمه كل أتباع حزب وفرقة على ما يوافق منهجهم (أوّل ص19).

7) (المخبَر) عند الداعي كما وصف الله رسوله لا (الدّاعية): (أن يكون صدوقاً أميناً عفّ اللسان محبّاً للخير ومحبّاً لمساعدة الآخرين) وأين الالتزام بصحّة الاعتقاد وبالسّنّة في العبادة؟ لا ذكر لهما.

منحك الله ومنحني الصّبر على الحقّ والثبات على الدّعوة إليه.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البرّ والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم/152 في 1422/7/25هـ