من سعد الحصين إلى مشعل الظفيري [الدعوة إلى الله على بصيرة]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الله الشيخ/ مشعل الظفيري وفقه الله لطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد وصلتني رسالتكم الكريمة قبل يومين جزاكم الله خير الجزاء على حسن ظنّكم بأخيكم المقصِّر، وإجابة لها:
1) أرى أنّ كلّ تجمّعٍ (دائم) منظّم، له اسم خاصّ به ومنهج دينيّ وأمير ومركز، مثل التبليغ والإخوان والتحرير والجهاد، بدعة في الدّين وخروج عن جماعة المسلمين، فقد جمعنا الله على منهج واحد واسم واحد وأمير واحد، وحذّرنا من التفرّق في الدِّين: {إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء} وليس التشيّع لعلي أو لآل البيت رضي الله عنهم هو وحده الابتداع.
2) أحب لنفسي ولغيري من المسلمين تقديم الحقائق وترك الحكم للقارئ، والحكم لله وحده من قبل ومن بعد.
3) المشايخ يختلفون في الحكم على جماعة أو اخرى لأنهم لا يعرفونها مباشرة، بل من آراء المادحين أو القادحين.
أما الحكم على التّجمّع الديني (وهو في الحقيقة تفرّق) فهو واضح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أشرت في رسالة الدعوة إلى فتوى هيئة كبار العلماء رقم1674 وتاريخ 1397/10/7 بتحريم ذلك إلاّ بأمر ولي الأمر.
4) وأنصح طالب العلم المتمكِّن بمشاركتهم أحياناً (لا الانضمام إليهم وتكثير سوادهم) لإعادتهم إلى منهج النبوّة وإبعادهم عن منهج البشر غير المعصومين، ويؤيّد هذا فتوى الشيخ/ عبد العزيز بن باز، في عدد مجلّة الدّعوة بالرّياض لشهر ذي القعدة عام 1414.
5) كتاب سيّد رحمه الله (في ظلال القرآن) (وهو من آخر ما كتب، ولم يرجع عن شيء منه قبل موته) مثل أيّ كتاب آخر غير كتاب الله: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا}، وقد أصاب وأخطأ، وليس له من العلم الشرعي ما يعصمه مما وقع فيه مما أشار إليه الشيخ/ الدّويش والشيخ/ ربيع جزاهما الله خير الجزاء وغيرهم.
6) لا أنصح مسلماً بقراءة كتب سيّد رحمه الله ولا غيره من كتّاب الفكر (الإسلامي)، فقد يبعدهم (التحليق) مع أسلوبهم (على حدّ تعبير الشيخ/ بكر) عن التحقيق.
وإنما أوصي كلّ مسلم بصرف اهتمامه إلى كتب الفقه في الدّين، فقد أُمِرْنَا باتباع الوحي ونُهِيْنَا عن اتّباع الفكر المرتبط دائماً بالهوى وزخرف القول.
7) وسيّد رحمه الله (في جميع مراحل حياته) كاتب فكر وليس بفقيه ولا محدّث (إن جاز التفريق بينهما).
8) وليس لي اتّصال شخصي بالشيخ/ ناصر وفقه الله، فهو مشغول عن الاتصالات الشخصيّة بما هو أهمّ، وأنا مشغول بما وظفني الله فيه، ولا أحبّ لنفسي ولا لأيّ مسلم الانتماء (أو شدّ الوسط كما قال ابن تيمية رحمه الله) لبشر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين، عفا الله عنه، تعاوناً على البر والتقوى وتحذيراً من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم2 في 1415/1/4هـ.