من سعد الحصين إلى إحسان بن محمد عايش العتيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الشيخ/ إحسان بن محمد عايش العتيبي أحسن الله عمله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فإليكم نسخة من بحث الموازنة بين رأي الشيخين/ بكر أبوزيد وربيع(1) في فكر سيّد قطب تبيّن اتّفاقهما في المنهاج والوسائل، واختلافهما مع الفكر الموصوف – زوراً – بالإسلامي منهاجاً ووسيلة.

وللأسف لم أستفد من ملحوظاتكم على مسوّدة (دليل الهدى من سيرة المصطفى) التي وافقتك في أكثرها وفرحت بها لأنّها تشير إلى (مشروع) طالب علم جادّ، وداعٍ إلى الله على منهاج النبوّة، وإن كان يشوب فرحتي شعور باستعجال أخي الوصول إلى وصف العالميّة، وهذا مرض يسري إلى كثير من طلاب العلم في هذا العصر فيصرفهم عن المحتوى الصحيح إلى الشكل البرّاق الخادع.

ويظهر لي أن الفرق الذي لاحظته في اتّجاه الأخ الكريم عند نقده البحث الأول والثاني إنما وُجِد لأنّه في المرّة الأولى كان أقرب إلى صفة طالب العلم للّه، وفي المرّة الثانيّة كان أقرب إلى المنافسة على الصّفة بأيّ ثمن ولو كان منافياً لصفة العالم الشرعي: الغيبة أو المراء أو محاولة إبعاد المسلمين عن خير دعاتهم منهاجاً وعلماً وعملاً.

آمل من أخي الكريم إعادة النظر في حاله بالأمس وحاله اليوم ثم يختار ما يرضي الله عنه، وهو ما يرضيه هو عنما يلقى الله جلّ وعلا.

وفقكم الله وألهمكم رشدكم ووقاكم شرّ نفسكم وشرّ الشيطان وشركه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(1)

فكر سيّد قطب رحمه الله بين رأيين. تأليف: سعد الحصيّن، طبع في السّعوديّة والأردن ومصر مرّتين: دار الإمام أحمد ودار المنهاج.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين، عفا الله عنه. تعاوناً على البرّ والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم240 في 1421/7/7هـ.