من سعد الحصين إلى الدكتور محمد أبو رحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين فضيلة الدّكتور محمد أبو رحيم حمّده الله العاقبة في كلّ أمره، وأدخله في رحمة منه ورضوان.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد وصلتني رسالتكم في الرّدّ على الشيخ علي الحلبي ثم رسالته على ردّكم. ردّ الله الجميع إلى دينه ردّاً جميلاً، وجزاكم الله خيراً على اهتمامكم باطلاع أخيكم على ما أهمّكم، ووفق الجميع إلى ما يحبّه ويرضاه.
وبعد أن قرأت ردّكم اتّصلت بالشيخ/ علي راجياً من الله ثمّ منه ألاّ يردّ؛ حتى لا ينشغل اثنان من المعروفين بصحّة المعتقد والالتزام بالسّنّة (في الجدال والمراء) عن نشر المعتقد الصحيح والسّنّة. وعرفت منه أنّه سبق أن كتب الرّدّ، وطمأنني أنّه لم يذكر اسمكم في ردّه، وإنما اكتفى بعرض معتقده ومنهاجه وتبرئة نفسه من اتهامه بالابتداع والاعتداء على علماء الأمّة الثلاثة وغيرهم.
الشيخ/ علي مثل غيره يخطئ ويصيب، ومع تميّزه بكثرة المؤلّفات والدّروس والمناقشات لابدّ أن يظهر له من الأخطاء أكثر من غيره، وكلّ ابن آدم خطّاء.
ولكنّي أشهد له بالالتزام بمنهاج الدّعوة النّبوي ما استطاع، وأعذره فيما تراه إفراطاً في التّحذير من التكفير والتهييج وإظهار أخطاء الحكّام والسّكوت عن أخطاء المحكومين.
وأتفق معه على أن (السّكون) خير من (حركيّة) تثير ولا تفيد، وإفراط في نشر الفكر على حساب الوحي (لو قال ذلك).
وأتفق معه لو قال بان مناهج الحركات الاسلامية المعاصرة جميعاً منحرفة عن منهاج النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والدّعوة؛ فقد أرسله الله كما أرسل جميع رسله لنشر توحيد العبودية ونفي الشرك بالله في عبوديته أوّلاً وقبل كل شيء، ولكن جميع الحركات الاسلامية اجتنبت هذا الأمر العظيم واهتمّت بما دونه: علاقة الحاكم بالمحكوم وما دون ذلك من تجويز تقبيل المرأة الأجنبية والنظر إلى الصور العارية، وطلب التخفيف من شرب القهوة والشاي وتنظيم المصايف وتوحيد الزّيّ، وما هو أعظم من ذلك خروجاً على المنهاج النبوي: منازعة الأمر أهله.
المنتسبون إلى السّنّة اليوم يتنافسون مع اليهود على قبور أنبيائهم التي لعنهم الله على اتّخاذها مساجد ومع النصارى على مقام الخضر، ومع الدّروز على مقام شعيب، ومع الشيعة والعلويين والاسماعيلية على مقام زينب والحسين.
فإذا قامت الجمهوريات الاسلامية قامت على بناء وتقديس الأوثان في إيران والسّودان واليمن والعراق وتشجيع الابتداع في الدّين تقرباً إلى الله أو إلى الاسلاميين ومن تبعهم.
أشكر أخي الكريم مرة أخرى وأتمنى أن يتوقف المراء عند هذا الحدّ، وفقكم الله وإياي والجميع لأقرب من هذا رشدا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى.
الرسالة رقم288 في 1417/12/2هـ.