من سعد الحصين إلى الشيخ د.عبد العزيز بن إبراهيم العسكر

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الشيخ/ د.عبد العزيز بن إبراهيم العسكر، وفقه الله لطاعته والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد أطلعني أحد الإخوة دعاة التوحيد والسّنّة على مقال لكم في جريدة عكاظ (العدد 11533) حول منهاج الشيخ الألباني ختم الله له ولنا بالطاعة والجنة، ولي رأي في الموضوع:

1) الذين منّ الله عليهم بمنهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة يوالون بعضهم في العقيدة الصّحيحة والسّنّة وإن اختلفوا في التّفاصيل الهامشيّة.

2) أشهد أنّي سمعت الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز أعزّه الله وأيّده يقول ابتداءً: لم أر في علماء الشام أكثر التزاما بالعقيدة ودفاعا عنها من بهجت البيطار وناصر الدّين الألباني.

3) أشهد (وقد عرفت الاثنين) أن الثاني أكثر جرأة من الأول في الدّفاع عن العقيدة ونشر السّنّة، جزاهما الله خير الجزاء وأسكنهما الجنّة.

4) الألباني يخطئ كما يخطئ كلّ ابن آدم، ومثل كلّ بشر غير معصوم؛ يؤخذ منه ويردّ عليه، وإليكم نسخة من نماذج ردّي عليه في قضايا معيّنة، ولكنّي أرى أنّ التشهير به نقض لغزل التّوحيد والسّنّة يُفْرِح أعداءهما، ويصّدّ قرّاء الجريدة (وأكثرهم من غير طلاّب العلم الشرعي) عن الاستفادة من جهود هذا العالم المجاهد عشرات السّنين في الدّعوة إليهما.

5) المبتدعة والمتصوّفة هم الذين استغلّوا تعليق الألباني على الحديث 2060: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم…» الخ ولبّسوا على من لم يقرأه، وقوّلوه ما لم يقله في تعليقه على هذا الحديث في تحقيقه لمختصر صحيح مسلم للمنذري؛ بيّن ذلك ناشره زهير الشاويش في مقدّمة الطبعة الثانية، وأنكره الألباني نفسه.

6) لا يلام أبو حنيفة رحمه الله على تعصّب المتأخّرين من أدعياء اتّباع مذهبه  في أحكام العبادات والمعاملات ومخالفيه في المعتقد.

ولا يلام الألباني (كذلك) على تطاول الأحداث من أدعياء اتّباع منهاجه على الفقه والفقهاء ولا على تعصّبهم له.

7) الألباني ختم الله لكم وله بالجنّة يرى (الانتساب إلى أحد من الأئمّة وسيلة للتعرّف على ما قد يفوت طالب العلم من الكتاب والسّنّة أمر لابدّ منه) ولكنّه ينهى عن اتّخاذ الخَلَف ذلك غاية، وينهى عن التّعصّب لرأي من لم يلزمنا الله بالاقتداء به. وفقكم الله لطاعته ورضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الاثم والعدوان.

الرسالة رقم346 في 1418/11/26هـ