من سعد الحصين إلى د.سعود بن صالح المصيبيح [1]

 بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين والوطن/ د.سعود بن صالح المصيبيح أصلح الله حاله ومآله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد تابعت إعادة لندوة (محو الأمّيّة) في برنامج وجهاً لوجه، وأعجبني حزمك في إدارة النّدوة ومحاولاتك الخروج بها من المتاهات الانشائية والدّعائية الروتينيّة، وذكّرني اسمك بآخر لقاء لي مع صالح بن مصيبيح رحمه الله (قبل أربعين سنة) وكان يحكي لي قصّة مرافقته لجثمان الملك عبد العزيز رحمه الله إلى الرّياض، وعرفناه زمن الدّراسة في الطّائف قبل ذلك وأحببنا فيه لطفه وبساطته وخفّة دمه، رحمه الله وغفر له:

1) علاقتي بمحو الأمّيّة وتعليم الكبار، مضى عليها ثلاثون سنة عندما كنت قائماً على الإدارة العامّة للثقافة في وزارة المعارف.

2) كنت أقول (وإن لم أفعل) إن نظامها يجب أن يخرج عن المسار التقليدي للتعليم لأنها مرحلة طارئة علاجيّة، وحاولت فيما بعد تغيير مسار التعليم العام فيما عُرِف بعنوان: المدارس الشاملة التي (طُوِّرت) ثمّ ألغيت كما توقّعتُ لها، وفي مدرسة الفهد بالعليا الموجودة الآن بين الحياة والموت.

3) ولكن أقرب صورة للتغيير يمكن أن تقبل: نظام المعادلة في أمريكا الذي يسمح للطالب بالاعداد لدخول الجامعة دون دراسة سابقة، وتنظيم محدود في إنكلترا للعلاج أيضاً بعنوان: (6 th form colleges)

4) وعلى الهامش أعجبني رد الدكتور/ صالح المالك على فكرة: التعليم الإجباري، ولم تعجبني محاولة الأستاذ عبد العزيز الدّبيّان تجنّب البحث بذكر جهود الوزارة والدّولة.

وقليل ممن تفضّل الله عليهم بالمواطنة السّعودية ومنهم وزارة الإعلام يدركون أن ما ميّز المملكة المباركة هو الدّين، وليس الدّنيا، (فميزانية فرنسا للتّعليم وحده تزيد على ميزانية المملكة كاملة) ولكن لا يوجد دولة في الألف سنة الماضية قامت على الدعوة إلى الله على بصيرة والجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا غير دولة التوحيد والسّنّة في جزيرة العرب بقيادة محمد بن سعود وبقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن وبينهما (بدرجة أقل) بقيادة تركي بن عبد الله رحمهم الله جميعاً وثبّت عقبهم على الحقّ وجعلهم هداة مهتدين.

وتتميّز على جميع بلاد المسلمين بالعقيدة الصّحيحة فلا يوجد قبر مرفوع أو مبنيّ على مسجد، وبالسّنّة في العبادة فلا أثر للبدع المنتشرة بين المسلمين في مساجدها، وبالقضاء الشرعي عامّة، وإقامة الحدود، ومنع المعاصي الظّاهرة، وفرض الحجاب على النساء في العلم والعمل …إلخ.

5) ولم يعجبني تدخّل الأخ/ عبد العزيز الدبيان فيما لا يعلمه من تفسير القرآن وحكمة الخلق: ظنّ أنّ الله خلق الخلق لعمارة الأرض مادّياً، والله يقول في محكم كتابه: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} وأكثر من تميّزوا بالعمارة المادّية هم أكثر الخلق ضلالاً: قال الله تعالى: {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}. وظنّ أن الله تعالى وضع الإنسان خليفة في الأرض.

ولن يجد له سنداً في هذا الظّنّ غير رأي ضعيف مرجوح، فالله لا يحتاج إلى خليفة فهو الحي الذي لا يموت بل هو الخليفة كما ورد في صحيح مسلم.

وإنما المعنى كما قال أكثر المفسرين: يخلف بعضهم بعضا.

وفقكم الله لخدمة الدين وبلده ودولته وبخاصّة في مجال الاعلام الذي يسيء كثيراً من حيث يظنّ أنه يحسن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم 166 في 1418/5/9هـ.