من سعد الحصين إلى عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري

 بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي الأستاذ/ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري أحسن الله إليه، وأعزّه الله بطاعته، وجعل الدّعوة إليه خير تجارته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد وصلتني رسالتكم رقم190/ن/خ في 1415/7/24 شكر الله لكم صالح عملكم وبارك لكم فيه ولعلّ الذي خلط في نسب الدّكتور عابد علم الدّين هداه الله هو ذاكرتي التي تجاوزت الستين سنة والحمد لله على كلّ حال.

أما الذي أخبرني عنه فهو أحد مريدي عثمان سراج الدّين ولعلّه قال لي أنه ابن أخيه، وهي أقلّ أخطاء ذاكرتي، فأبناء يعقوب عليهم السلام وضعوا اسم إسماعيل عليه السلام بين آباء والدهم يعقوب مع أنه عمّه (الآية 133 من البقرة).

ولكن أساس القضية التي اهتممت بها ورجوت اهتمامك بها:

تيسير دخول مخرّف للمملكة ونشر خرافته في دولة ومجتمع ميّزهما الله بالتّوحيد والسّنّة وشرّفنا جميعاً بالانتماء إليهما.

وما دام تعيينه جاء بأمر من ولاة الأمر أدامهم الله حماة لدينه ومقدّساته، ودعاة إلى سبيله على بصيرة في الدّاخل والخارج، فسمعاً وطاعة، وليس لنا ولا علينا إلا التنبيه في الحدود التي ائتمننا عليها ولاة الأمور ثبّتهم الله  على شرعه.

ولكن اسمح لي بالإشارة إلى أمر آخر، وهو إيفاد المذكور لإلقاء محاضرة هنا وهناك، وهنا أتذكّر بيتاً لأبي الطيب المتنبّي:

  أعيذها نظرات منك صادقة *** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

المهمّ ليس واقعة إلقاء محاضرة، بل المهمّ: هل ملقيها أهل لذلك ديناً وعقلاً، إن أكثر المحاضرات والمجلاّت والكتب الموصوفة بالإسلامية هي في واقعها خرق على الإسلام لأنها تنبع من الفكر وهو محتمل الضلال، وليست في الغالب مبنيّة على الوحي اليقيني من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وفقه أئمة القرون الثلاثة في فهمهما.

وهذه الألقاب الدّراسية التقليديّة أجنبيّة عن سمت العلم الشرعي، ولم تأت (مع أوصاف الاسلامي والاسلامية) إلاّ على أنقاضه، وهذا لا يعني اتّهام النّيّة بل اتّهام العمل.

ولو رأيتم المساهمة في الدّعوة بين الأكراد فإني أرى الاستفادة من: حمدي عبد المجيد السّلفي عالم كردي يعرفه الوالد الشيخ/ عبد العزيز بن باز بعلمه وعقيدته والتزامه ونشاطه في الدّعوة، وإذا استفدتم منه ومن أمثاله فإنكم تثقون بأنكم وسدتم الأمر لأهله.

وفيما عدا ذلك فإن المملكة السّعودية بما ميّزها الله به من حكم شرعي ودعوة ذات بصيرة قد انتجت من أبنائها من هو أكثر أهلية للثقة من وافد مشبوه اعتاد البدعة والخرافة، أما مجرد الوظيفة والراتب فلا أكون سبباً لقطعه.

جزاكم الله خير الجزاء على صبركم وأدام توفيقكم.

والسلام عليكم ورحمة الل وبركاته. 

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم146 في 1415/8/2هـ.