من سعد الحصين إلى معالي الدكتور أحمد محمد علي
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين معالي الدّكتور/ أحمد محمد علي حمّده الله العاقبة في كلّ أمره، وأعلى الله مقامه بإعلائه كلمته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإني لأدعوا الله أن يعينكم على أداء هذه المسئولية العظيمة بما يرضي الله ويصلح هذه الأمّة ويعيد هذه المؤسّسة إلى جادّة الحقّ التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوحّدت عليها هذه الجزيرة وتميّزت بها دولتها ومجتمعها.
والرّابطة مؤسّسة دينيّة، والرّابط الدّيني الصّحيح لهذه الأمّة من قبل ومن بعد: توحيد الله بالعبادة، والتمسّك بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلّم، ومحاربة الشرك والابتداع في الدّين.
وواقع العالم المسلم اليوم يناقض ذلك فأكثر مسلمي السّنّة، فضلا عن غيرهم، يتقرّبون إلى الله بأوثان المقامات والأضرحة والمزارات، وهي أصل الأوثان منذ عهد نوح عليه السلام كما ورد في صحيح البخاري من تفسير ابن عبّاس رضي الله عنهما للآية: {وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} قال: أولئك أسماء رجال صالحين لمّا ماتوا أوحى الشيطان إلى من بعدهم أن ابنوا في مجالسهم أنصاباً..إلخ، وخالف أكثر المسلمين (بعد القرون الثلاثة المفضّلة) أمر الله، وتشبّهوا بالمشركين في أسوأ أحوالهم في مخالفة صريحة لآخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر مثل الذي صنعوا، متفق عليه، واليوم لا تجد بلداً مسلماً خارج الجزيرة لا يبنى فيه المساجد على قبور من يظنّ أنهم الأنبياء والأولياء، بل يتنافس من ينتسب إلى السّنّة مع الشيعة والباطنية على الشرك بالله في بيوت الله، بل يتنافسون مع اليهود على معبدهم (الذي سمّاه المسلمون: (الحرم الابراهيمي) في فلسطين) من أجل الأوثان.
والبدعة هي الغالبة خارج الجزيرة في العبادة.
واختصّ الله هذه الأرض بأن تقوم عليها دولة التّوحيد والسّنّة ومجتمع التوحيد والسّنّة الوحيدين في هذا العصر، كما اختصّها من قبل، وبيّن وظيفتها: {الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.
فهل تعي الرابطة هذا الأمر العظيم من أمر الله؟
وهل تهتمّ بأدائه؟
وهل هي مؤهلة لذلك؟
يؤسفني أنّ الجواب بالنّفي في كلّ حال؛ فكلّ مراكزها والعاملين فيها خارج المملكة أقرب إلى البدعة منهم إلى السّنّة وإلى الفكر منهم إلى الوحي وإلى الحركية (الإسلاميّة) منهم إلى الدّعوة إلى الله على منهج النبوّة، والنادر لا حكم له، بل لا أعرف في المجلس التّأسيسي من دعاة السّنّة الصحيحة غير الوالد الشيخ/ ابن باز، ولا ازكّيه على الله، ولا أستثني أحداً من العاملين في الرابطة في المملكة إلاّ ما شاء الله ممن لا أعرف.
والسّبب في ظنّي أن الرّوتين الإداري يغلب همّ الدّعوة إلى الله على بصيرة في قلوب القائمين عليها والعاملين فيها.
وإليكم مثالاً مما سبق أن كتبته في الموضوع رجاء النظر فيه.
لكم سلام أخي مدير مكتب الرابطة في الأردن وهو من خيرة من عرفت في الرابطة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم30 في 1415/1/20هـ.