من سعد الحصين إلى زيد بن عبد المحسن الحسين رئيس تحرير مجلة الفيصل
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين والنّسب الأستاذ د.زيد بن عبد المحسن الحسين رئيس تحرير مجلة الفيصل.
وفقه الله لطاعته وخدمة دينه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فأرجو الله لوالدنا عبد المحسن الرحمة والفردوس من الجنّة، ولقد سرّني أن ألقاك وأشهد نشاطك في الخير، ومما حصلت عليه من نتاج عملكم مجلة الفيصل عدد (215) جمادى الأولى 1415.
بارك الله لكم في القول والعمل الصّالح.
على أنّي لاحظت أن هذا العدد لم يوفّق في أمرين:
1) إبراز مدرسة الصّولتيّة في مكّة، وهي عورة في بلاد التّوحيد والسّنّة نتمنّى ألاّ تُكشف إذْ صعب إزالتها (لاختلاف ظاهرها عن باطنها)، ويساعد على بقائها: المنفعة الشخصيّة من جمع التبرّعات وكونها ملاذاً لمن لا يرتضون منهج التوحيد والسّنة في مَعْهَد الحَرَم ودار الحديث والمعهد العلمي، يدلّ على ذلك نظرة فاحصة أو عابرة لطلابها ومدرسيها والقائمين عليها.
الواقع أنّها مدرسة هنديّة (ديوبنديّة) مزروعة في بلاد التوحيد والسّنّة نرجو الله زوالها وهداية المنتفعين منها لأقرب من هذا رشدا.
وزاد الطين بلّة كاتب (الاستطلاع)، فأسلوبه يناسب منهج الصّولتية وعلاقتها بالتّصوّف والابتداع في الدّين فهو يتكلّم عن (أنوار الاجتذاب الرّبّاني) ويصف محراب مسجد المدرسة المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم بنقوشه بالجمال والروعة (والأسرار والأنوار)، لقد اختار الله لنبيّه ولأئمة الهدى من بعده غير هذا الأسلوب وغير هذه الأشكال، ومات رسول الله وخلفاؤه قبل أن يوجد المحراب.
ولا عجب أن يكون مؤسِّس المدرسة تلميذا لأحمد زيني دحلان الذي ورد اسمه خمس مرّات في التقرير يسبق اسمه لقب السّيّد في أربع منها، فالمعروف أن أحمد دحلان كان شوكة في حَلْق الدّعوة إلى دين الله يوم جدّد الله دينه على يدي محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، وألف رسالته الشيطانيّة: (الدّرر السّنية في الردّ على الوهّابية) رمى محمد بن عبد الوهاب بالكفر وادّعاء النّبوّة والزيغ والضّلال، وكذلك افترى على الشيخ وعلى الدّعوة وعلى أهلها وعلى الدّولة التي اصطفاها الله لمؤازرتها بما سيحاسب عليه، وما يُتَناقل حتى اليوم في مضادّة التّوحيد والسّنّة من الصّوفية والمبتدعة والشّيعة وأهل الضّلال كافّة.
2) التّنويه بمؤلّف محمد روّاس قلعه جي: (موسوعة فقه ابن تيمية) الصّادر عن دار الفيصل، وقد حكمت عليه اللجنة الدّائمة للبحوث العلمية والافتاء بوجوب إتلافه لما تضمّنته مقدّمته من (حملة شنيعة على ابن تيميّة رحمه الله تعالى وما تضمّنه الكتاب من أخطاء لا يمكن احتمالها).
وسبب الوقوع في مثل هذين الأمرين: رغبة المجلّة (أو الإذاعة أو الشريط) في ملء الفراغ فيملأ دون تمحيص ويطغى الشّكل على الموضوع. وكذلك الخلط بين علماء الشريعة والكتّاب (الإسلاميّين) وشتّان بينهما، مع الأولين اليقين ومع الآخرين الظّنّ وهو أكذب الحديث.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم217 في 1415/11/12هـ.