من سعد الحصين إلى سموّ الأمير/ مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة نصر الله به دينه
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى سموّ الأمير/ مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة مكّة، أعزّهم الله وأعزّ بهم دينه وسنّة نبيّه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد ميّز الله دولة آل سعود علماءها وأمراءها منذ عام 1158 بما لم يميّز به دولة من دول المسلمين بعد القرون الخيّرة:
تأسيسها على التّوحيد والسّنّة وتحكيم شرع الله في كلّ مسائل الاعتقاد والعبادات وجلّ مسائل المعاملات حتى هذا اليوم؛ فلم يُبْن فيها مزار ولا زاوية صوفيّة ولا أحدثت بدعة، بل ميّزها الله بهدم ما بناه من وَلِيَهَا أو بعضها قبلهم مرتين أو ثلاث فيما بين حدود العراق والشام وبحر العرب، وفيما بين الخليج والبحر الأحمر.
واليوم تسلّل بعض الفكريّين يبنون مزاراً في مكّة باسم الدّين: (السّلام عليك أيّها النّبي)، ولأنّهم لم يُعْرَف عنهم نشر السّنّة ولا التّحذير من الابتداع في الدّين، ولم يُعْرف بينهم داع إلى إفراد الله بالدّعاء وغيره من العبادة والنّهي عن صرف شيءٍ من ذلك لغير الله تعالى فلم يبق إلاّ أن يبتغوا الكسب الدّنيوي المالي أو المعنوي أو إحياء مناهج أجدادهم المتصوّفة.
إنّي أعدّ هذا المشروع أخطر محاولة لتقويض الأساس الذي قامت عليه دولة التّوحيد والسّنّة وتميّزت به على كلّ دول المسلمين بعد القرون الخيّرة، وقد أنكره المفتي العام وصالح الفوزان وصالح اللحيدان وفقهم الله، ولم يؤيّده من أهل العلم إلاّ من لُبِّس عليه، ومنهم الشيخ عبد العزيز الرّاجحي وفقه الله، ولما نُبّه أصدر بياناً من ثلاث صفحات ينكر المزار ويبيّن أنّه بدعة محدثة (عدا موسوعة الحديث وليس بين القائمين عليها من يوثق به). ونصر الله بكم دينه.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم62 في 1435/3/28هـ.