من سعد الحصين إلى معالي وزير الزراعة بالنيابة
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى معالي وزير الزراعة بالنيابة زرع الله الإيمان واليقين في قلبه.
سلام عليكم ورمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فنحن نتّفق على أن الماء أثمن وأقلّ شيء في هذه الجزيرة المباركة، في المملكة العربية السّعوديّة حفظها الله قدوة للمسلمين في كلّ مكان، ولكنّنا نختلف في معاملته:
مضت سنوات وسنوات والماء يهدر على كلّ المستويات، على المستوى الرّسمي في زراعة أربعة أضعاف حاجة المملكة من القمح بكلفة وصلت إلى سبعة أضعاف سعره في السّوق العالمي والمحلّي، وعلى المستوى الفردي في غسيل السيّارات وبرك السباحة وآلات غسيل الثياب والصّحون الأوتوماتيكية، وعندما (ذهبت السّكرة وجاءت الفكرة) بدأ الإصلاح على المستوى الرسمي بخفض الحوافز على الزّراعة واستعمال المياه مرّة أخرى بعد التنقية، ولأن الفرد غالباً لا يقتنع بالحجج الشّرعية ولا العقليّة، فقد رؤي زيادة أسعار الماء؛ السبيل الوحيد للإقناع في مثل مجتمعنا، واستبشرنا خيراً بتعليم المواطن تحمّل مسئوليّاته الشّرعيّة والاجتماعيّة من جهة، وإزالة ما لا يحبّه الله من الإسراف، وحفظ هذه النعمة العظيمة التي لا تقوم حياة بدونها، من جهة ثانية وثالثة.
ولكن العلاج لم يكن موفّقاً في رأيي فقد بقيت (الشريحة) الأولى التي تشمل الأغلبيّة بلا ثمن يذكر: مائة طن بسعر يتراوح بين 10و15 هللة، وبهذا كسبت الدّولة سمعة رفع الأسعار وخسرت الهدف
وكان الاقتراح الذي قدمه بعض المختصّين: تقديم ثلاثين طن شهريّاً مجاناً لكلّ مواطن، وهذا القدر كاف لتغطية حاجة العائلة السعوديّة العاديّة للنظافة والطّهارة والغذاء، ورفع سعر الطّنّ للشريحة الثانية وما فوقها بسعر لا يقل عن ريالين، وبهذا نكسب رضى الله ورضى العقلاء من الناس ونحمي هذه النعمة من التبذير، ولو كان الإسراف في أي وقت لا يغضب الله، ففي الوقت الذي يقلّ فيه الماء والمال يتعين تركه والحذر منه.
أروا الله أن يصلح هذا الأمر على يديك فأنت له أهل وقليل ما هم (في مجتمعنا).
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم194 في 1415/10/30هـ.