من سعد الحصين إلى إبراهيم ثابت
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى الأخ في الله الشيخ/ إبراهيم ثابت ثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد اطلعت على رسالتكم الكريمة متأخراً بسبب غيابي عن الأردن ولكم مني الاعتذار ومن الله الشكر والجزاء.
وإجابة لأسئلتكم عن جماعة التبليغ أرى ما يلي:
1) عن خروجكم معهم لمحاولة سدّ نقصهم وبيان الحقّ في الدعوة إلى الله على بصيرة، فخير إن شاء الله، وقد أفتى بذلك الشيخ/ عبد العزيز بن باز أعزّه الله وثبته في عدد شهر ذي القعدة 1414 من مجلّة الدّعوة التي تصدر في الرّياض بالسّعوديّة ولكنّه خصّ بذلك طالب العلم المتمكّن وحذّر من ذلك من دونه.
2) والخروج معهم لتكثير سوادهم لا شكّ أنه لم يكن من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا أصحابه ولا التابعين له بإحسان إلى ما قبل القرن الأخير، وما ليس بسنّة في الدّين فهو بدعة ضلالة.
وهم لا يخالفون السّنّة في المنهج التنظيمي فحسب بل يخالفونها في المضمون، فالسّنّة التي أرسل الله بها جميع رسله: البدء بتوحيد العبادة والنهي عن شرك العبادة والتركيز على ذلك حتى يموت الرسول والدعاة على بصيرة، أما الاخوة هدانا الله وإياهم فلا يهتمون بذلك، وهذا مركزهم الأول والرئيسي في دلهي يقع بين الأوثان (الأضرحة) منذ نشأت الدعوة ولم يغيّر شيئاً باليد ولا باللسان، وهذا مركزهم في أمّ درمان: مسجد بني على قبر، والقبور في مسجدهم الأول والرئيسي في دلهي وجوار مركزهم الثاني في رائي وند بالباكستان. وبناء القبور على المساجد مخالفة صريحة لآخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وتشبه باليهود والنصارى والمشركين في أوثانهم القديمة والحديثة: «لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد». قالت عائشة رضي الله عنها: (يحذّر مثل الذي صنعوا) [متفق عليه].
وما كانت أوثان الجاهليّة منذ عهد نوح إلا مقامات وأضرحة للصالحين كما في حديث ابن عباس في البخاري.
3) والتّجمّع الدّيني المتميّز عن جماعة المسلمين وسوادهم باسم أو بيعة أو منهج أو أمير بدعة في الدّين وخروج عن جماعة المسلمين، وليس خروجاً في سبيل الله، بل عنه،
4) إليكم نسخة من رسالة الشيخ/ زياد الجربوع ونسخة من بحث مفصّل في الموضوع بعنوان: الدّعوة إلى الله في جزيرة العرب تجدون فيه فتوى هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ/ عبد العزيز بن باز حول تحريم التفرق في الدّين باسم التجمّع أو التّحزّب.
5) لا أشكّ في صدق نيّة الاخوة الدعاة جميعاً ورغبتهم في الخير، ولكن ذلك لا يكفي بل لابدّ أن يصاحبه عمل شرعيّ مسنون: {قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}، {إنهم اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}، {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به الله}.
وفقنا الله وإياكم وإياهم لما يحبه الله ويرضاه وهدى الجميع لأقرب من هذا رشدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة:
كتابات الشيخ/ عبد العزيز كثيرة ومتناقضة حسب سماعه عنهم، ولكن آخرها فتواه في مجلة الدّعوة السّعودية الذي أشرت إليه.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم9 في 1415/1/11هـ.