من سعد الحصين إلى د.جمال

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة الشيخ/ د.جمال زاده الله من فضله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد يسّر الله لي أمس سماع درسكم في قناة الأثر عن الصّوم جزاكم الله خير الجزاء.

1) وذكرتم من فضائل رمضان: ذكرى غزوة بدر وفتح مكّة، وهذا ما لا ينقص المسلمين سماعه، فهو مبلغ علم ودعوة الحركيّين والحزبيّين والخوارج، ولا همّ لهم إلاّ التغنّي بذلك تأييداً للجهاد الوهمي والإجرامي العصري.

2) كان من السّهل الجمع بين هذا وبين أعظم وأول وأهمّ أمر في الدّين شرع الله له الجهاد الرّبّاني: «لتكون كلمة الله هي العليا» وأبرز مظهر له (لا يكاد يذكره الدّعاة السّلفيّون فضلاً عن غيرهم): الدّعوة إلى إفراد الله بالدّعاء وغيره من أنواع العبادة، وتحذيرهم من الشرك الأكبر/ صَرْف شيء من ذلك لغير الله تعالى.

3) غزوة بدر وغيرها من الغزوات كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحابته ومتّبعيهم بإحسان في القرون الخيّرة وبين مشركي العرب والعجم.

4) وفتح مكّة كان من أبرز نتائجه (بل مقاصده) هدم الأصنام والأوثان وأساسها منذ قوم نوح: مقامات ومزارات الصّالحين، كما في صحيح البخاري وتفسير ابن جرير الطبري رحمهما الله.

5) استمعت مرّة لخطبة د.أسامة خيّاط في المسجد الحرام ودرساً للشيخ د.سعيد بن مسفر في إذاعة القرآن السّعوديّة المباركة عن شيء من الظّلم، فصرف د.أسامة خطبته إلى التّحذير من الغِيبَة، لم يُضِف إليها جارتها الأسوأ منها: النّميمة، ولم يضف إليهما ما هو أعظم منها: الشرك الأصغر: الحلف بغير الله، وما هو أعظم منه: الشرك الأكبر: دعاء غير الله أو الاستعانة أو الاستغاثة بالمخلوق الميت أو بالحيّ الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وكلّها ممّا يشمله عنوان الخطبة: حفظ اللّسان في رمضان (وغير رمضان)

ووفّق الله د.سعيد بن مسفر فأدخل تحت الظّلم (عنوان الدّرس) عدّة أنواع من الظّلم أوّلها وأهمّها وأعظمها: الشرك بالله في عبادته ومثّل لذلك بدعاء كثير من المسلمين أولياءهم الأموات طلباً للغوث أو العون أو المدد، وبيّن أنّ هذه أكبر مصيبة حلّت بالمسلمين [أدخلها الشيطان في قلوب أكثر المسلمين وفي جميع بلدانهم عدا ما طهّرته الدّولة السّعوديّة المباركة وهو ما ملكته من جزيرة العرب وعدا الكويت والإمارات وقطر المقتدية بها]. 

6) فانظر يا أخي كيف فات مئات الألواف في المسجد الحرام حقيقة التّوحيد والشرك والسّنّة والبدعة، وهو ما لن يسمعوه في غيره إلا أن يشاء الله، وكيف استفاد مستمعوا درس الإذاعة بمجرد تقديم الأهمّ على المهمّ، والتركيز على ما أرسل الله به كلّ رسله وأنزل به كتبه وخلق لأجله الإنس والجنّ.

قال الله تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت}، {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}.

واختر لنفسك ولمستمعيك الخير، هداك الله للتي هي أقوم.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى.

مكة المباركة – 1435/9/21هـ.