من سعد الحصين إلى سمو الرئيس العام للاستخبارات
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى سمو الرئيس العام للاستخبارات وفقه الله لطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمّا بعد:
1) فقد حاولت إقناع وزارة الحجّ وأكثر من جهة رسميّة لإنقاذ سمعة دولة الدّعوة إلى التوحيد والسّنّة ممّا جرّه عليها من سوء: تولّي سفارات خادم الحرمبن جباية أموال من الحجّاج، لم يفرضها الله عليهم، لمطوّفين وأدلاّء وزمازمة، لا يستحقونها، فلم أنجح حتى الآن، ومع أنّ المعنيّين يعرفون أن 9.99% من الحجاج يعتقدون أنّها رسوم على الحجّ للدّولة (رغم الختم على الجواز بأنّ التّأشيرة معفاة من الرّسوم)؛ فقليل منهم من يحاول الاصلاح.
إنّ المواطنة في المملكة المباركة شرف دينيّ ليس له مثيل في أرض الله، منذ أن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم ونزل عليه وحي الله بين ربوعها، ومنذ أن ميزها الله مرّة ثانية على بلاد الاسلام (في الألف سنة الأخيرة) بقيام دولتها على الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة (في عهد الأئمّة الثلاثة الأُوَل من آل سعود) وهدم مظاهر الشرك والبدعة من النجف إلى عُمَان ومن الخليج إلى البحر الأحمر، ثمّ ميّزها الله مرّة ثالثة بقيام دولة آل سعود (بقيادة الملك عبد العزيز رحمه الله) بإحياء الدّعوة إلى الله على بصيرة، وتوحيد معظم الجزيرة عليها، وإعادة هدم آثار الشرك والبدع العثمانيّة في (الخلافة) غير الرّاشدة وغير المهديّة.
أرض ودولة ميّزها الله بخير ما ميّز به البلاد والعباد لا يجوز شرعاً ولا عقلاً، تعريض سمعتها للألسن الحاسدة والحاقدة، ولماذا يجبر الحاجّ على دفع ثمن نصف لتر من زمزم يوميّاًً (قد يصل أو لا يصل إليه) وهو قادر على شربه مبرّداً في مصلاّه مجّاناً؟ لماذا يدفع ثمن خدمات قد لا يحتاجها وقد لا يحصل عليها إن احتاجها، وأكثر حجّاج الأردن – على الأقل – من هذه الفئة؟
العلاقة بين المطوّف وبين الحاجّ علاقة تجارة سياحيّة محضة، فلماذا لا نعامل المطوّف معاملة مكاتب السّياحة ومكاتب استقدام العمال والخدم؟
2) وتُعرِّض أكثر السِّفارات السّعودية سمعة المملكة لقالة السّوء في أكثر من ذلك؛ لن تقارن سفارة المملكة بالسّفارة الإيرانية في الغالب إلاّ ورجحت كفّة الثّانية:
وإيران تفرض الحجاب على الدّاخلات لسفارتها، وسفاراتنا تؤذي أبصار وأفئدة الحجّاج والمعتمرين باستقبالهم بالمتبرّجات. إيران تسخّر سفاراتها لنشر عقيدتها وعبادتها الضّالّة، وأكثر سفاراتنا لا تُظهر اهتماماً ولا فخراً ولا حرصاً على نشر العقيدة الصّحيحة والعبادة الصّحيحة التي ميّزها الله بها وأقامها عليها.
عَرَض أحد موظّفي المملكة للدّعوة في الخارج على أحد كبار المسئولين في إحدى سفارات خادم الحرمين (نصر الله به دينه) عَرْض بعض الرسائل الدّينيّة في احتفال اليوم الوطني للمملكة فقال: لا ! أنتم رجال دين، ونحن رجال سياسة.
وعرضت بنفسي على سفيرنا الحالي في دمشق أن أقوم بعمل الدّعوة الرّسمي على النّحو الذي كنت أزاوله في عهد السّفير السّابق/ أحمد الكحيمي، فقال: لا ! أنا نبّهت على جميع زملائك أننا جئنا موظّفين لا مطاوعة، وأظهر سروره بأن المدرّسين طردوا من عُمَان في عهده.
ومع ذلك فهناك نماذج صالحة، ولكنها ليست الغالب للأسف: عبد الله الفضل رحمه الله في دمشق (في أحرج الأوقات) كان سنداً للدّين ودعاته.
أحمد الكحيمي (25 سنة من العمل في الأردن وسوريا ممثلاً لخادم الحرمين دون موظّفات، وكان يعيننا في الاتصالات الرّسميّة في سوريا فيما يتعلّق بالدّين والدّعوة مع أنّه لا يتظاهر بالتّديّن).
عبد الله السّديري، نظّف سفارات خادم الحرمين في الأردن من الموظّفات اللاتي وظّفهنّ ابراهيم السّلطان بعد خلافته لأحمد الكحيمي.
بلاد المسلمين تشكو البطالة في الرجال، فما الذي يدعونا لتوظيف النّساء بلا ضرورة والله يقول: {وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى}.
وفقكم الله لطاعته ونصر بكم دينه ورفع بكم اسم بلد ودولة التوحيد والسّنّة.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن، عفا الله عنه.
الرسالة رقم268 في 1418/5/10هـ.