من سعد الحصين إلى صاحب دار الصميعي للنشر والتوزيع

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين/ صاحب دار الصميعي للنشر والتوزيع بالرياض، وفقه الله لطاعته ورضاه، ونشر لنا وله من رحمته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد بلغني توقّفكم عن نشر أو توزيع رسالة مراد شكري إحكام التقرير لأحكام مسألة التكفير، والحاجة إلى مثلها ماسّة لأن الحركيّين الاسلاميّين بالغوا في تكفير العصاة والمخالفين وبخاصّة حكّام المسلمين، مع أنّهم يجادلون عن عبّاد القبور ضدّ دعاة التّوحيد والسّنّة مع أنّهم لا يشغلون أنفسهم بالتّكفير وبخاصّة للمعيّن ويكتفون ببيان واقع الشرك أو خطره عند القبور.

وقد استغلّوا بعض العبارات الموهمة في الرسالة المذكورة حتى لا يستفيد المسلمون من نهيها عن تكفير الحكّام فيبطل سحرهم، إذ أنّهم يبنون دعوتهم وحركاتهم ومؤسّساتهم على استغلال حماس الشباب الأهوج ضدّ ولاة أمره. وخطر التكفير أعظم من تركه.

يقول محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله: (وإذا كنّا لا نكفّر من عبد الصّنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهم لأجل جهلهم وعدم من ينبّههم فكيف نكفّر من لم يشرك بالله) وذلك دفعاً لتهمة التّكفير عنه. راجع تاريخ ابن غنام تحقيق الأسد. ص479.

ويحكي قول ابن تيميّة رحمه الله في رسالته مفيد المستفيد: (أنا من أعظم النّاس نهياً عن أن ينسب معيّن إلى تكفير أو تفسيق أو معصية إلاّ إذا عُلِم أنّه قد قامت عليه الحجّة الرّساليّة التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى) ص8 – 10 في معرض بيان تكفير المعيّن الذي قامت عليه الحجّة وأصرّ على مخالفة يكفر بها.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم230 في 1418/7/5هـ.