من سعد الحصين إلى عوض إمام مسجد مدينة الحجاج
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الله الشيخ/ عوض إمام مسجد مدينة الحجاج وفقه الله لطاعته وبلّغه رضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأرجو الله لكم خير الدّنيا والآخرة ومع هذه الرسالة بعض الأوراق حول موضوع الدّعوة والدعاة أرجو الله للجميع الهداية للحق والثبات عليه وأعوذ بالله من التعصّب للرّأي وللمذهب والفريق ومن شرّ النفس والهوى والشيطان.
وسترون:
1) أنني لا أزال أعتبر هذه الجماعة أجود الجماعات أسلوباً وأنشطها حركة واكثرها تأثيراً وأرجو الله لها الصلاح
والبقاء وأن تكون الدّعوة إلى الله وظيفتنا حتى نلقاه راضياً عنّا.
2) أن منهجها في بلاد الأعاجم يحتوي على الحديث الموضوع الذي يثبته المؤلّف رغم علمه أنه موضوع أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويشير إلى ذلك بالعربية كما وجده دون أن ينبه قارئه بغير العربية إلى ذلك بالإضافة إلى تزيين البدع والخرافات وحتى الشرك بالله.
3) أن تأثير التصوّف في قمتها وقاعدتها قد وصل إلى العرب أيضاً – ودين الله لا يفرق بين عربي ولا أعجمي إلاّ بالتّقوى – فنشروا الحديث الضعيف والموضوع والخرافة والتقليل من شأن العلم (علم المسائل) ونشروا معنى غير المعنى الذي بعث الله به رسله للكلمة الطيبة وقدّسوا المشايخ ورفعوهم إلى مرتبة العصمة والولاية.
صرنا نعرّف التّوحيد في كلمة التّوحيد بمعرفة أن الله هو الخالق الرازق المدبّر المتصرّف وصرنا نعرّف الشرك الأكبر بعدم إجابة النّداء خوفاً من انقطاع الرزق.
وقد أوضح الله في كتابه الكريم أن الكفار مقرّون بأنّ الله هو الخالق المدبّر المتصرّف وأنهم مع ذلك كذّبوا الرسل ورفضوا توحيد الله بالعبودية، وكذلك أقرّ إبليس بما أقرّ به المشركون من توحيد الله بأفعاله ومع ذلك طرده الله من رحمته لأنه لم يوحّد الله بعبادته وطاعته وإنما اتبع هواه ورأيه.
وبيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه قد يغفر لعبده ولو أتاه بقراب الأرض خطايا ولكنّه لا يغفر أن يشرك به شيئاً، وأن أعظم الشرك أن يجعل العبد لله ندّاً وهو يعرف أنّه هو الذي خلقه.
ولقد لاحظت أن أخي الشيخ/ عوض قد حقق في مركز الدّعوة بعمّان ما لم يحقّقه أحد من قدماء الدعوة في المراكز الأخرى بالتنبيه إلى ضرورة تجنّب الأحاديث الضعيفة والتذكير بالأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات.
ولكننا لا نسلم من التبعة إذا تركنا بقية الدّعاة وخاصّة في الهند والباكستان يفسدون الدّعوة بمنهجهم الصّوفي وما يتضمنه من بدع وخرافات وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإشراك لخلق الله مع الله في العبادة: في الدعاء والاستعانة بالموتى فيما لا يقدر عليه إلا الله، ونشارك في الإثم مباشرة إذا أرسلنا لهم الجماعات لتزيد من اقتداء الأعاجم بمنهجهم قبل تصحيحه.
أكرر بأن مطلبي تصحيح المنهج ولم اطالب بتغيير الطريقة والأسلوب وأن ما أرجوه من الله أن يعيذ الدعوة والدّعاة من البدع والفتن وأن يقيم حياتنا على شرعه وعلى سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الدعوة إلى ذلك.
مالذي يفرض علينا (تبليغي نصاب) بدلاً من رياض الصالحين وكثير من الإخوة الدّعاة يدّعي أنّ مؤلفه ليس من الجماعة وأن المشايخ (لا يحبّونه)؟ وما الذي يفرض علينا تقليد من ليس بأهل للتقليد وهدفنا المعلن للخروج: إصلاح أنفسنا؟ وما هو المرجع والميزان الصحيح للاصلاح؟ الكتاب والسّنّة أو أقوال المشايخ.
في الختام أرجوا الله أن يجعلني وإياك وصالح المسلمين مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه ولأقرب من هذا رشداً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم130 في 1405/4/25هـ.