من سعد الحصين إلى فضيلة الشيخ د.صادق بن محمد البيضاني

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة الشيخ/ د.صادق بن محمد البيضاني المشرف العام على قناة الأثر الفضائية وفقه الله لخدمة دينه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فشكراً لله ثم لكم على محاولة الدّفاع عن دولة جَدَّدَت الدين ثلاث مرات ودعت إلى منهاج النبوة في الدّين والدعوة منذ منتصف القرن الثاني عشر حتى يومنا هذا. وشكراً على حسن ظنّك بأخيك وطلبك تقديمه للمحاولة.

ولَسْتُ ممّن يحرص على جمع الشبهات على الدّين أو على دولته والرّدّ عليها، لما في ذلك من تذكيرٍ بالسّوء ونشرٍ له في هذا الزّمن بخاصّة (وغيره بعامّة)، لأنّ القارئ العربي غالباً يبحث عما يؤيِّد رأيه في الآية والحديث فما بالك بما دونها؟

1) لم تَذكُر من حسنات دولة التّوحيد (ضمن الكلام عن حكمها بالتنزيل) أعظم ما قامت عليه (وما لم تقم عليه دولة مسلمة منذ القرون الخيّرة): تميُّزها بتحكيم التّنزيل في الاعتقاد؛ فهَدَمَتْ مئات أوثان المزارات وأزالت البدع بين العراق وعُمَان، وبين الخليج والحجاز ثلاث مرات، وفي مكّة والمدينة وما حولهما مرّتين ، ووظفت الدّعاة إلى صحيح الاعتقاد وصحيح السّنّة في العبادة والمعاملة في كلّ ما وصلَتْ إليه، ونشَرَتْ كتب التوحيد والحديث والفقه لأول مرّة في التّاريخ مثل جامع الأصول والمغني والشرح الكبير والإنصاف ومجموعة التّوحيد ومجموعة الحديث بسعي حثيث من الملك سعود في عهد والده رحمهما الله وولايته للعهد، فلقّبه المجدّد السّلفيّ في مصر (محمد حامد الفقّي رحمه الله): أمير العلماء وعالم الأمراء، ثمّ توّج الله سعي الملك سعود لنشر التّوحيد والسّنّة بتأسيسه الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النّبويّة وأهداها (28) بيتاً من قصره بالمدينة كما أهدى التّعليم في مكّة ثلاثة وفي جدّة سبعة من بيوته رحمه الله، ولكنّي أرى أعظم ما ميّزه الله به أكثر من ذلك ومن سفلتة الطريق أوّل مرّة بين الخليج ومكة المباركة وأكثر من توسعة الحرمين أوّل مرّة: تمويله وتشجيعه ابن قاسم رحمه الله لجمع وطبع فتاوى ابن تيمية كاملة لأوّل مرّة، ولم تذكر اسمه متميّزاً بالعلم والدّعوة ولا اسم الملك خالد متميّزاً بالعبادة ربّما لأنّ اهتمام الحركيّين والحزبيّين والخوارج مصروف للمعاملات وهي أدنى أقسام الدّين، وفق صرفهم الشباب عن الأهمّ إلى المهمّ.

وتُذكّر القارئ بخلوّ أرض دولة التّجديد والتّوحيد والسّنّة منذ وُجدتْ حتى اليوم من أوثان المقامات والمشاهد وزوايا الصّوفيّة وخلوّ مساجدها من القبور وما دونها من البدع.

2) (المرحلة السّعوديّة الثانية لتجديد الدّين والدّعوة والدّولة المباركة قام عليها: الإمام: تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وابنه الإمام العلاّمة: فيصل بن تركي، لا الأمير: تركي بن عبد العزيز رحمهم الله جميعاً.

وفي الرّسالة أخطاء متناثرة قد يكون أكثرها من الطباعة.

3) الشبهة الثانية؛ قلْتَ: لسنا بصدد الرّدّ عليها، فلماذا ذكرتها؟

4) الشبهة السّادسة (العمليات الانتحارية الموصوفة زوراً استشهادية) عامّة لا تخصّ الدّولة السّعودية المباركة.

5) الشبهة السّابعة (الانضمام للأمم المتّحدة)؛ ليتك ذكرتهم بأن علم المملكة المباركة على مبنى الأمم المتّحدة وحده لا ينزل إذا نزلت كلّ أعلام دولها نحو الأرض، لأنّه يحمل منذ وُجِدَتْ الدّولة شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله.

6) الشبهة الحادية عشر (عدم تكفير الحكّام إرجاء) لا تخصّنا.

7) هل أمريكا دولة محاربة أو معاهدة؟ منذ تقابل الملك عبد العزيز مع روزفلت الرئيس الأمريكي في مصر عام 1365-1945 والدولتان متعاهدتان ولم يتحاربا مرّة واحدة، ومنذ سخّر الله الأمريكيّين للبحث عن النّفط واستخراجه (قبل التّعاهد بعشر سنوات وبعد أن يئست انكلترا من وجود النّفط في السّعوديّة) كانت أمريكا حريصة على الوفاء بالتزاماتها، ولم تتوقّف لحظة واحدة عن تنفيذ أمر الملك سعود رحمه الله منع بيع النّفط لدول العدوان الثلاثي ومؤيّديه على مصر 1376 ولا تنفيذ أمر الملك فيصل رحمه الله منع بيع النّفط على أمريكا نفسها 1393.

وكانت الصّواريخ الأمريكيّة (ستنكر) المحمولة على الكتف أهمّ سلاح أقنع روسيا بالرّحيل عن أفغانستان، وعندما تحوّلت العراق إلى عدوّ للإسلام والمسلمين وتحوّلت عصابة طالبان إلى حماية الإرهاب؛ سخّر الله أمريكا للقضاء على العصابتين، وأنقذ الله المسلمين في كوسوفو بتدمير أمريكا قوّة الصّرب الظّالمة؛ {ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.

8) الشبهة (13) عن جهاد الدّعوة وجهاد القتال، و(14) عن طلب الشهادة لا النّصر، و(16) عن: ترك الجهاد عين النّفاق، كلّها لاتخصّنا، فلماذا تحشد علينا شبهاً لا تخصّنا أو لست بصدد الرّدّ عليها.

9) وبما أنّ السّلعة تردّ بعيب واحد غير ظاهر؛ فإنّي أرى عدم نشر هذه الرسالة، وجزاك الله خيراً على المحاولة.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى.

في مكة المباركة 1435/9/21هـ.