من سعد الحصين إلى رئيس تحرير جريدة الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي وطنٍ أسِّس من أوّل يوم على الالتزام بشرع الله والدّعوة إليه على بصيرة/ رئيس تحرير جريدة الوطن، وفقه الله لطاعته وابتغاء مرضاته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فلست من هواة قراءة الصحف والمجلات المنتمية إلى بلاد التّوحيد والسّنّة ولا غيرها، ولكنّ العدد 148 في 1421/12/1 وصل إليّ دون طلب، وقرأت في الصّفحة الأولى رأي المحرّر في ما يحدث في اليمن، ولم يكن غريباً إعجابه بتجربتها في الإنتخابات وتعدّد الأحزاب رغم سقوط عشرات القتلى والجرحى ثمناً للتقليد الشكلي؛ فالتّقليد وحُبّ التّغيير لذاته هو المنهج لمن لم يلتزم بمنهجه الذي اختاره الله له وميّزه به، وجريدة الوطن (فيما ظهر لي من هذا العدد) أحدث دعاته.
الإنتخابات في أحسن أحواله تحكيم الكثرة والله تعالى يقول: {ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}، {لا يعلمون}، {لا يشكرون}، {لا يفقهون}. وفي المقابل قال الله تعالى عن القلّة: {وقليل من عبادي الشكور}، {إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وقليل ما هم}، {وما آمن معه إلاّ قليل}.
وطبقاً لشريعة الله: {ورث سليمان داود} في الملك والحكمة، واختار نفر قليل من المسلمين الأُول أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وبارك، واختار أبو بكر عمر رضي الله عنهما خليفة له على ولاية المسلمين، واختار عمر بضعة أفراد من الصحابة ليتولّى أحدهم أمر المسلمين. أمّا محرّر الوطن (فيحسد) الأعمى على كُبْر عيُونه كما يقول المثل الشّعبي.
وفقكم الله لأقرب من هذا رشدا.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين.
الرسالة رقم309 في 1421/12/2هـ.