من سعد الحصين إلى رئيس تحرير مجلة الشريعة [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين/ رئيس تحرير مجلّة الشريعة وفقهم الله لخدمة شرعه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: ففي العدد 401 محرم/ صفر 1420 من المجلة كتب الأخ في الدّين/ أبو طلال ص11 تحت عنوان: {وإياك نستعين} وليت مثل هذه الكلمات القليلة تكثر في مجلّة الشريعة لأنها أهمّ ما في شرع الله، ولذلك تضمّنتها فاتحة الكتاب أمّ القرآن وأعظم سورة فيه، وقال فيها العلماء الأُوَل القدوة: أنّها تشمل كلّ شرع الله؛ ما يُطلب منه وحده، وما يقدّم إليه وحده.
وهذه المقالة قليلة الكلمات عظيمة القدر ليست أولى المقالات التي تميّز بها أبو طلال زاد الله الجميع توفيقاً في نشر دينه.
ولكن الكمال لله وحده ولكتابه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}:
1) طلب المعونة من الله وحده أول ما يكون على الطاعة لله واتباع رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتّوفيق لما يحبّه ويرضاه، (وهذا لا يقدر عليه إلا الله) ثمّ على أمور الدّنيا، في رأي المفسّرين.
2) تقسيم الدّين إلى روح ومادّة ليس من شرع الله؛ لم يرد في كتاب الله ولا في سنّة رسوله ولا في كلام فقهاء الأمّة في القرون المفضلة، وهو مثل تقسيم الخرافيّين دين الله إلى حقيقة وطريقة وتقسيم القرآن إلى ظاهر وباطن، وهو من اتباع الأهواء وتقليد الضّالّين من قبل.
ولو كان ذلك صحيحاً (تعالى الله وتنزّه شرعه) لم تكن الاستعانة هي الرّوح لأنّها يصحّ نسبتها للمخلوق فيما يقدر عليه (كما ذكر أبو طلال) وإنما يكون العبادة لأنه لا يجوز صرف شيء منها إلاّ لله وحده.
وإليكم مقالتين قد تجدون فيها ما يصلح للإفادة، وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم45 في 1420/1/24هـ.