من سعد الحصين إلى رئيس مجلس إدارة مجلة الأسرة
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين ووطن الدّعوة إليه على بصيرة رئيس مجلس إدارة مجلّة الأسرة وفقه الله لطاعته على منهاج نبيّه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإلحاقاً لرسالتي السابقة برقم 56 في 1418/2/23 عن ملاحظتي مخالفة واقع مجلّة الأسرة لأهداف المؤسّسين كما ذكرها الأخ/ صالح في العدد نفسه، وللمرّة الثانيّة سألني أحد الإخوة الدّعاة عن علاقة المجلّة بالأحزاب الحركيّة الموصوفة بالإسلاميّة، فنفيت وجود أي علاقة للمؤسّسين بالأحزاب ولكنّهم ألقوا المسؤولية على تنفيذيّين ليس من أكبر همّهم الدّعوة إلى الله على بصيرة، وبالتألي: ألقى هؤلاء المسؤوليّة على الحركيّين لاستعدادهم الفوريّ للكتابة وملء فراغ المجلّة، والمهمّ: الرّواج الذي كان وسيلة فأصبح غاية.
وطلبت نسخة من المجلّة للمرّة الثانية لأعرف سبب سؤاله فوجدته على حقّ: ليس في المجلّة كلمة واحدة عن التعريف بتوحيد العبادة لله ولا التعريف بخطر الشرك الذي ينخر في جسد وقلب الأمّة المسلمة منذ قرون عرباً وعجماً.
طبعاً لن يزيد هذا في رواج المجلّة ولكنّه المنهاج الذي اختاره الله للفرد والأسرة المسلمة في كلّ عصر وفي كلّ مكان.
وهذه المرّة لم أجد – لله الحمد – ترويجاً لشرك القبور كما حدث في المرّة الأولى ولا لتليين القول في السّحر، وإنما وجدت دعاية لاثنين من قادة حزب الإخوان: مصطفى السباعي ص22-27 وحسن البنّا رحمهما الله، ومع الدعاية لحسن البنا خرافة الأفعى حول مهده ص30 كم مرّة دعا الأول رحمه الله إلى منهاج النبوة في العقيدة والعبادة رغم رسالته للدّكتوراه قي (السّنّة ومكانتها في التشريع الاسلامي)، وحوله أوثان الجاهلية الأولى والأخيرة وطرق التصوّف وبدعه الشركيّة فما دونها مما لا ينافس بلاده فيه أحد كثرة؟ وحسن البنّا رحمه الله كم مرّة دعا إلى التوحيد ونهى عن الشرك، وهو لم ينس الدعوة إلى تخفيف شرب الشاي والقهوة، وإلى توحيد الزّيّ وتنظيم المصايف؟ أهمّ ما أهمّ المجلّة وعلى غلافها: مولود يسرّ الخاطر ليس بعقيدته وعبادته ولكن شقرة الشعر وخضرة العينين.
الكتابة العامة رسالة سنسأل عنها يوم القيامة، فلنستعدّ للجواب. عفا الله عنا وعنكم.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم269 في 1418/8/26هـ.