من سعد الحصيّن إلى محمد بن أحمد الجبول

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الشيخ/ محمد بن أحمد الجبول حمّده الله العاقبة في كلّ أمره.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فلقد اخترت بمشيئة الله لي الاتجاه للعمل الدّيني بعد ربع قرن من العمل في التعليم، وأن يكون مقرّ عملي هذه الأرض المباركة بعد أن كنت مخيّراً بين أمريكا وإنكلترا والهند والمغرب العربي، لأن هذه الأرض خير أرض الله بعد جزيرة العرب أرض الحرمين، ولما تتمتع به الأردن خاصّة من حسن الادارة وحسن الجوار والأمن والاستقرار، وتشابه نظام الحكم في البلدين الشقيقين إضافة إلى الصّلات الاجتماعية والجغرافية والدّينيّة.

ومنذ وصلت اتّصلت بوزير الأوقاف وبزميلي وصديقي د. سعيد التّلّ وزير التّربية محاولة للتعريف بنفسي ومستقبل نشاطي.

وبعد عدّة محاولات استطعت بواسطة أحد ضباط التّعاون بين البلدين مقابلة نائب رئيس المخابرات يومها الأستاذ/ قاسم باشا الفرّاية فأبدى لي كامل الاستعداد للتّعاون جزاه الله خير الجزاء.

وباتفاق مع وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الاسلاميّة أعير جميع دعاة المملكة العربية السعوديّة شرقي نهر الأردن وغربيّه إلى وزارة الأوقاف تُعيّن أماكن عملهم وتشرف عليهم وتقرّر استمرار عملهم وإيقافه.

وأثناء فتنة العراق – الكويت الأخيرة (لا أعادها الله) زاد السّؤال عن نشاطي (بين دعاتنا وغيرهم) وطلب أسماء زوّاري، بل حقّق أحد موظّفي الأمن في المدوّرة معي (قريباً من السّاعة) وطلب أسماء أهلي وعملهم ومستوى دراسة كلّ منهم، وطلب معرفة ألوان نشاطي، والمبالغ التي سبق لي صرفها ومصدرها.

فرأيت حصر نشاطي في الإشراف على الدّعاة، وإعانة المساجد المصرّح لها بجمع التبرّعات، وطبع الكتب الدّينيّة في العقيدة والعبادات والمعاملات كما وردت في الكتاب والسّنّة وفقه الأئمّة الأعلام في القرون الثلاثة الأولى المفضّلة.

وبما أنّ منهاج النّبوة الذي نتّبعه (بفضل الله) بالتّركيز على إفراد الله بالعبادة والتّحذير من الشرك، والالتزام بالسّنّة والتّحذير من البدعة، والحثّ على ملازمة الجماعة والتّحذير من التّحزّب والتعصّب والتّطرّف الدّيني؛ مقبول في جميع البلاد التي نعمل فيها ومن ضمنها الأرض المحتلّة في فلسطين، فإنّي على يقين أن ما يحدث من ملاحظات هو تصرّف شخصيّ من موظّف اجتهد فأخطأ «وكلّ ابن آدم خطّاء»، ولذلك فقد حرصت حتى هذه اللحظة على إبقاء ملاحظاتي على المستوى الشخصي.

وفي هذا العام (أكثر مما مضى) لاحظت أنّ الرّسائل الرّسميّة والشخصية تصلني مفتوحة وعلى بعضها توقيع الموظّف المختصّ، ووافق هذا الأمر رغبتي في اطّلاع المعنيّين على كلّ ما يرد إليّ أو يصدر منّي لإزالة الأوهام والظّنون النّاشئة من طبيعة العمل، والوساوس التي قد يدسّها بعض الملتزمين بالطرق والمناهج الحركيّة والحزبيّة التي نختار عليها منهاج النبوّة.

ولكنّ الأمر الذي استغربته أن يحاسب مواطن أردني مزدوج الجنسيّة يقيم بصفة دائمة خارج الأردن لأن رسالة منّي إليه فُتِحت، وكانت تتضمّن طلباً للتّعاون في الدّعوة إلى دين الله في البلد الأجنبي الذي يقيم فيه، ولم أكن قابلته بعد، ولكنّي تأكّدت من صحّة منهاجه وبعده عن الحركيّة والحزبيّة التي عاقت الدّعوة الصحيحة وأثارت الفتنة وحرّفت ما يسمّى بالصّحوة الاسلاميّة عن صراط الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم.

وقد اتّهمه موظّف الأمن المختصّ (سامحه الله) بأنّه يتجسّس لصالح السّفارة السّعودية في بلد إقامته وليس في الأردن.

ومما يؤكّد رأيي أن الإشكال شخصي ما نراه من تعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين وتبادل للمصالح المشتركة وموافقة رسميّة على التّعاون الرّسمي والفردي.

هذه أوّل مرّة أكتب فيها حرفاً عن الموضوع، ولن يتجاوز ذلك التّشاور بين الإخوة، وآمل أن أتلقى مشورتك. وفقك الله،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.

الرسالة رقم184 في 1418/5/27هـ.