من سعد الحصين إلى محمد بن علي الخولي

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدين/ د.محمد بن علي الخوّلي، خوّله الله نعمة الدعوة إليه على بصيرة من شرعه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فقد وصلتني مجموعة من مؤلّفاتكم حول الاسلام وبخاصّة لغير النّاطقين بالعربيّة (بل الانكليزية خاصّة).

وجزاكم الله خيرا على اهتمامكم بنشر هذا الدّين العظيم. ولكن الأمر يا أخي الكريم يحتاج أكثر من العاطفة والجهد والفكر الموصوف زورا بالإسلامي؛ يحتاج إلى معرفة بنصوص الوحي الصحيحة وفقه أئمة القرون المفضّلة في هذه النصوص.

ويظهر أن العمل الذي قمت به لا يحقّق النّية التي لا شكّ عندي في انطواء صدركم عليها وإن كان علم ما في الصدور لا يعلمه إلا الله، ولكنّي أحسبكم من المريدين للخير، ولعل الله أن يبلغكم إيّاه.

فقد وجدت عدد من الأحاديث منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم تصحّ عنه، ووجدت عدداً من البدع في الأحكام لا يصح نسبتها إلى شرع الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم.

ووجدت اعتماداً على الفكر المنسوب زورا إلى الإسلام وهو وإن صدر عن (مسلمين) فإنّه لم يصدر عن الوحي ولا الفقه فيه.

ووجدت استدلالاً بكتب من قبلنا وهي على أحسن أحوالها مشكوك في سلامتها من التحريف والتبديل، ولا يجوز لمسلم أن يستدل بها وبين يديه كتاب الله وسنة رسوله وفقه الأئمة الأعلام، كما لا يجوز له الاستدلال بالظّن (والعلوم الطبيعية جزء منه) وبين يديه اليقين من وحي الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفي ما سمّيتموه: معجم الألفاظ الإسلاميّة كثير من المصطلحات لا صلة لها بالإسلام كما جاء به الوحي اليقيني وإنما هي من الفكر الظّنّي، وفيها أخطاء كثيرة من المنطوق والمفهوم العربي والترجمة للإنكليزية، ولا تبرأ الذّمة بتقديمها للأعاجم على أنها من الإسلام.

وتوجد مفاهيم خاطئة عن صفة العلوّ لله العليّ بين معناه اللغوي الشرعي: الارتفاع وبين التأويل المنحرف عن صحيح اللغة وصحيح الشرع: القهر والتسلّط، وعن هدف الجهاد الشرعي بين ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله من أنه شرع لتكون كلمة الله هي العليا، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدّين كلّه لله، وبين ما أفرزته الحركيّة الموصوفة زوراً بالإسلاميّة في القرن الأخير: تحرير الأرض، وماذا يفيد تحرير الأرض والمنتسبون للإسلام ينافسون اليهود في إشراك القبور والمقبورين مع الله في العبادة، وينافسون الدّروز وينافسون النصارى في مثل ذلك مع تغيّر أسماء الأوثان: المقامات والمزارات بين الخليل والخضر، وما بُعث نبيّ ولا شرع الجهاد إلا بهدف إفراد الله بالعبادة وهجر وهدم هذه الأوثان.

ومحدثات الأمور ليست المخترعات الحديثة مطلقاً وإنما هي البدع في الدين وحده.

وآمل أن ييسّر الله لي لقاءكم وبحث هذا الأمر العظيم في وقت وحيّز أوسع، وحتى يتمّ ذلك إليكم ما كُتب فيه.

وفقني الله وإياكم لأقرب من هذا رشدا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.

الرسالة رقم288 في 1420/7/26هـ.