من سعد الحصين إلى عبد العزيز الزامل وزير الصناعة والكهرباء [الطاقة المحدودة والإسراف]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي الأخ في الدّين/ عبد العزيز الزّامل وزير الصناعة والكهرباء أعزّه الله بطاعته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد كتبت لكم من قبل عن عدم جدوى لوحات الحثّ على الاقتصاد في الكهرباء لأن مجتمعنا لم يتعلم بعد من الشرع ولا من العقل معنى الاقتصاد، ورأيت بدلاً من النصائح في الشوارع والوسائل الإعلاميّة المختلفة أو في التعميمات الرّسمية، أو بالإضافة إليها، اتّخاذ ما يساعد على ذلك من خطوات سهلة يمكن التحقّق منها مثل إجبار المؤسّسات الرّسمية وتتضمن مباني الادارات والمدارس والجامعات والمساجد وغيرها على توسيع النّوافذ وعدم (تظليل) زجاجها أو (تحجيره).

وتفضلتم كعادتكم بإظهار الاستجابة جزاكم الله خير الجزاء.

ودعاني للتذكير ملاحظاتان واجهتهما في مكة قبل شهر: في أقل من كيلومتر قرأت أكثر من إعلان يدعوا إلى الاقتصاد في الكهرباء، وعندما دخلت مبنى شركة الكهرباء في مكّة لاحظت أن بعض واجهاتها لا يرى النّور إلاّ من خلال مربّعات صغيرة مغلقة (تمنع النور والهواء أيضاً) مما يزيد صرف الكهرباء في الإضاءة (والتهوية)، ولاحظت أن غرفة أحد الإداريين مضاءة بـ640 شمعة.

والملاحظة الثانية تتعلّق بأحياء شكل واجهات البيوت القديمة بتركيب (مشربيّات) خشبية على النّوافذ تمنع دخول الشمس بضوئها وحرارتها المطهّرة.

والمحافظة على الآثار (إسلاميّة) أو غير ذلك مخالفة للشريعة من حيث المقدمة ومن حيث النتيجة، وقد ورد عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب نهيه عن قصد مكان معيّن للصّلاة يقال أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى فيه، وبيّن أن مثل هذا التتبع للآثار والمحافظة عليها هو ما أهلك من قبلنا، كما ورد عنه قطع شجرة بيعة الرّضوان لما رأى من ارتياد الناس لها.

أرجوا التّدخّل في أمر الاقتصاد وعدم الاسراف في كلّ مكان من هذه المملكة التي ميّزها الله بنعم الدين والدّنيا وأهّلها للقيادة خارج حدودها.

وأخي في الدّين/ معالي الأستاذ عمر قاضي الأمين العام في مكة من خيرة من عرفت من كبار الموظّفين ديناً وإدارة.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم195 في 1415/10/30هـ.