من سعد الحصين إلى الفريق يحيى المعلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدين ووطن الدّعوة إليه/ الفريق يحيى المعلمي وفقه الله لرضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فلقد انتفعت بهديتكم من المطبوعات وبخاصّة (أخطاء مشهورة) ووجدت أني أقع في كثير من هذه الأخطاء رغم حرصي على حاضر اللغة العربية ومستقبلها ورغم تخرجي من كليّة الشريعة بمكة المباركة منذ أربعين سنة قبل أن تتحوّل إلى مفرخة للتّوظيف، جزاك الله خير الجزاء ونفع بك وحقق آمال الجميع لإنقاذ لغة القرآن والسّنّة.
ولكنّي لازلت أخالف ما ورد ص12 و18 و19 و122 و293 من مخالفة الرسم العثماني (لكتاب الله تعالى) في كتابة غيره. ورأيي: أن يكون كتاب الله ثم سنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هما المرجع والميزان الثابت للّغة العربية رسماً وإعراباً وأسلوباً حتى تقوم السّاعة. وقد أمرنا باتّباع سنن الخلفاء الراشدين المهديين والعضّ عليها بالنواجذ.
وما لم نقبل الوحي مرجعاً عند الاختلاف في اللّغة فسيستمرّ هذا الاختلاف ويتطوّر مع الزّمن. وأتحرّج بوصف الرّسم العثماني بالشّذوذ.
ويبدوا أنك تقرّ إضافة حرف التّشبيه في مثل: كشاعر عربي وكمترجم ص119 مع أنها (في ظنّي) ترجمة غير صحيحة لحرف (AS) في الانكليزية
وبالمناسبة فإني أختار حرف الكاف لنطق حرف (G) في الانكليزية خلافاً للعادة المصريّة
ومرّة أخرى: جزاك الله خير الجزاء على حرصك على لغة الوحي الثابتة، وعلى صبرك وحسن تحمّلك ومعاملتك للمخالفين.
وحول فكرة: جماعة أنصار اللغة العربيّة؛ أرى التفضّل (الإفضال؟) بعرضها على مثل: الشيخ/ بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء والدكتور/ عبد العزيز الخويطر وأبي عبد الرحمن بن عقيل إضافة إلى من تعرفون (غيرهم) من المهتمّين بحاضر ومستقبل اللغة العربيّة.
وأرى أن يكون أول الأهداف: اتّخاذ القرآن والسّنّة مرجعاً وميزاناً لصحّة اللّغة العربيّة إعراباً ورسماً وأسلوباً.
وثاني الأهداف (أو الوسائل): تخصيص السّنة الأولى في التعليم العامّ لتلاوة القرآن كما كانت بداية التّعليم في القرون الأولى، وهي أصل إرثنا من العلم الصحيح.
وثالثها: التزام وسائل الإعلام الحكوميّة (أولاً) وغيرها (ثانياً) بلغة الوحي والحرص على نشرها بكلّ وسيلة قديمة أو حديثة، ومنها: ما كانت تقدّمه إذاعة لندن باللغة العربية في: قل كذا ولا تقل كذا.
ومنها: توظيف مختصّين في اللغة العربيّة للرّد على أسئلة الناس كما تفعل هيئة كبار العلماء في فتاوى الأحكام الشرعيّة.
ولعلّ جماعة أنصار اللّغة العربيّة بمجموعها أو أفرادها تجعل من أهدافها تقديم هذه الخدمة العمليّة، وإقناع الأفراد خارجها والمؤسّسات والهيئات بتقديمها.
وفقكم الله، ونفع بكم، لجعل بلاد التوحيد والسّنّة قدوة صالحة كما أراد الله لها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم297 في 1418/10/21هـ.